كتاب على عتبة المقام | هل نحن شعب متصوف بطبعه ؟
كتاب (على عتبة المقام ) للكاتبة سهير عبد الحميد، صدر عن دار الرواق.
يبدأ الكتاب بطرح تساؤلات عدة : هل نحن شعب متصوف بطبعه ؟ كيف جاء هذا التشابه بين الموالد الإسلامية والمسيحية ؟ لماذا تتعلق المسيحية بشباك ضريح السيدة زينب وتشعل المسلمة الشموع للعذراء ؟ ما العلاقة بين “إيزيس” و”أم النور و “أم العواجز”؟
ما علاقة صلاح الدين الأيوبي ب” تنابلة السلطان” ؟ ما قصة “الخانقاة ” التي اشتق منها اسم “الخانكة “، ومن هم ” الدراويش ” وموقف نابليون منهم، وما سر ضريح الولي داخل أحد الأندية الكبرى حاليا ؟
للمزيد..
سلاطين الوجد .. ما الحب العذريُّ إلا تصوف أو طريق إليه | أحمد الشهاوي
على عتبة المقام كتب له التقديم المؤرخ والمفكر الكبير د.الحمد زكريا الشلق ، يتتبع أصول النزعة الروحية كجزء من السيكولوجية المصرية منذ عهد قدماء المصريين ويحاول اكتشاف الروابط بينها وبين الرهبنة المسيحية التي ابتكرها مسيحيو مصر
والتصوف الذي كانت مصر من أولى الدول التي ساهمت فيه فكريا ثم كانت البوتقة التي استقبلت تيارات التصوف من الشرق والغرب.
تقول المؤلفة : إننا شعب متصوف بطبعه وقد حافظنا على هذا الميل حتى مع اختلاف الديانة التي اعتنقناها بدليل هذا التشابه بين التصوف والرهبانية والذي انتقل إلى التشابه بين عالم الأولياء عند المسلمين والقديسين في المسيحية وهو ما نتلمسه في التوقير الذي احتفظ به الوجدان المصري لثلاثة سيدات من عهود مختلفة ” إيزيس وستنا مريم والسيدة زينب “.
وتقول سهير عبد الحميد : ليس من قبيل المصادفة أن صعيد مصر الذي اخترع الرهبنة المسيحية وصدرها إلى العالم ، صار بوتقة للعديد من الأولياء المسلمين، أو أن الإسكندرية التي عرفت مصر عبرها المسيحية ، هى ذاتها النافذة التي عبرت خلالها تيارات التصوف الآتية من المغرب العربي حتى صار هواء المدينة الإغريقية ممزوجا بنغمة صوفية عذبة زادتها نسمات البحر تفردا وتميزا . إنها ليست المصادفة لكنه شىء مما علق بالجينات واستمر عبر قصص الجدات وممارسات الآباء .
وتشير الكاتبة : الكتاب يتناول أيضا نشأة وتطور دولة الأولياء والمشايخ الذين صنعوا عالما من الأوهام والأكاذيب ، الكرامات والخزعبلات التي وقرت في الصدور وأقرتها كتاب السير والمناقب ، وكيف تلقفهم الساسة في بعض الفترات التاريخية ليروضوا بأفكارهم عقول الرعية ، وكانت البداية على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي مرورا بالمماليك ثم العثمانيين الذين كانت ألوية التصوف تسبق رايات جيوشهم تمهد لهم العقول كى ترضخ .
ترصد الكاتبة سر تحول خانقاوات المتصوفة من بيوت للعلم إلى أوكار للتنابلة والدروشة حتى حرف المصريون كلمة خانقاة إلى “خانكة” وأصبحت لديهم مرادفا لمستشفى الأمراض النفسية .
سطور الكتاب تجولت في قرى ونجوع مصر وأزقتها العتيقة ، لتأتي بأغرب قصص المشايخ التي تعد النساء أهم زبائنهن بحثا عن علاج للعقم أو لجلب الحبيب أو لف العنوسة ..الأسماء عديدة في طول مصر وعرضها وكأن الوهم أصبح هو بوصلة الحائرين المتعبين .
سهير عبد الحميد كاتبة صحفية بمؤسسة الأهرام وباحثة في التاريخ ، صدر لها : قصور مصر 2020 عن الهيئة العامة للكتاب، إسكندرية من تاني 2021 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
للمزيد..
أم كلثوم وتوفيق الحكيم في مظاهرة لتأييد جمال عبد الناصر| صورة
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh