تفعيل قوانين أسماء الله | كيف نصل إلى الله بأسمائه وصفاته؟
فأسماء الله وصفاته هي للعباد لمعرفته وعبادته والوصول اليه، “ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها” فكيف يتأتى ذلك؟
وما المقصود بهذا الدعاء؟
المقصود به أن نحصل على ذوق ومعرفة الله من خلال مراحل متتالية وهي:
1- أولا محاولة التعرف على أسماء الله وصفاته والتي خلقها وجعلها لنا نحن لأن الله غني عن الأسماء والصفات (ولله المثل الأعلى فأسماؤنا لسنا من يوظفها وليست لنا فنحن وُلِدنا من دونها ثم أعطيت لنا بعد مدة من ولادتنا ربما ساعات أو أيام)، كذلك فأسماء الله لمعرفته والدلالة عليه …فالله ودود وعزيز ورحمن وجبار ومهيمن.
2- ثانيا سلوك طريق الله من خلال (الاقتداء بصفات الله المتجلية في سيدنا محمد ﷺ)، وهذا الاقتداء يورث فهما نورانيا متجددا لمعاني هته الصفات والأسماء، فيصير وجودي مثلا وجود رحمة على الخلق اقتداء بصفة الرحمة في سيدنا محمد ﷺ، ووجود محبة للخير، ووجود شكر لله …ففي هذه المرحلة يكون الاقتداء وهو عمل من العبد إلى الله (وهذا كنه خلافة الله)
وليس المقصود التعمق في الصفات الأحدية لله عز وجل (كيف استوى سبحانه، كيف يبصر، كيف يسمع …)
لأن عقلي لم يكن قد خلق حتى يدرك عالم القدم وصفات الله القديمة، فالعقل يبقى مرهون بالدنيا وقيود الزمان والمكان.
للمزيد..
الفتوحات المكية لـ محيي الدين بن عربي | مقام القلوب “القرب” ومقام الأرواح “الأنس”
فائدة تفعيل قوانين أسماء الله :
يفيض الله على العبد بسِرِّ تلك الصفات – التي اقتدى بها – على روح و سريرة عبده فيجرده من نفسه ويدخله بسر الفناء الى حضرته (يحرر روحه من ربقة الجسد)
مثلا أنا أتذلل لله عز وجل والله كما فعل رسوله صلى الله عليه وسلم فيتجلى علي الله بالعزة
فأولا أنا أقتدي بالصفة ثم بعد ذلك تتجلى فيَّ حقيقة تلك الصفة، لهذا رسول الله يقول “إنما الحلم بالتحلم”
ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل هناك مقامات ومراقي في تجلي صفات الله على عبد إنما هي تعاش وتدرك بسر الروح
ولهذا منهج قويم لمن أراد سلوك طريق الله لتحرير الروح والوصول إلى الله