ما هو الإيجو Egoهل الإيجو يقف خلف حالات القتل والعنف الشديد التي نراها ونسمع عنها هذه الأيام ؟؟
ما هو الإيجو (Ego) ؟؟
هو مصطلح المقصود به الأنا المزيفة ، ويمكن أن يُقال عليها بالأنا المشوهة أو الناقصة أو بالنفس الأمَّارة بالسوء .
هي ( أنا ) المشوهة التي شُوِّهَت بسبب طريقة التربية والموروثات والعادات الاجتماعية الخاطئة ، وهي التي تسمعها عندما تتحدث تقول ؛ انت عارف بتكلم مين !! ده أنا من عيلة فلان !! انا إشتريت أمس كذا !! انا عندي كذا !! …..
هي ايضاً ( أنا ) ناقصة تبحث دائماً علي من يكملها ، لذلك تجدها شديدة التعلق بالأشخاص أو بالأشياء التي تكمِّل بها هذا النقص من ؛ حبيب ، مال ، منصب ، شهره … وتكون نهايتها محزنة إذا فقدت أحد هذه الامور .
هي أيضاً النفس الأمَّارة بالسوء التي تدفع صاحبها إلي السيء من القول والعمل مثل الكذب والحقد والغيبة والنميمة وحب الشهوات والسرقه والقتل والشرك بالله …..
عندما تتقدم لوظيفة ويسألك أحدهم في المقابلة من انت ؟
أو عَرِّف نفسك فتقول ؛ أنا فلان ، سني ، شهاداتي ، خبرتي …. فإن الذي يتكلم في هذه اللحظة هو الايجو ، عند هذا الحد لا توجد مشكلة ، ولكن المشكلة تظهر عندما يرتفع صوت الايجو بداخلك وتري نفسك معجب بمنصبك ، شهاداتك ، رصيدك في البنك ، سيارتك الفارهة ، لونك … او شديد التعلق بأحد أو بشيء ، أو مندفع خلف شهوتك ، عندئذٍ تكون المشكلة .
من أين تأتي المشكلة ؟
المشكلة تحدث لأنه كلما إرتفعت نبرة الايجو بداخلك ، كلما ابتعدت عن ذاتك الحقيقة ، وابتعدت عن روحك السويه ، و كانت النتيجة زيادة الحجب بينك وبين ربك ، ومنع نور الله من الوصول قلبك ، فيصبح القلب مظلمًا موحشًا مفتقرًا الي الشعور بالسكينه والسلام ، وتتراكم عليه الهموم و القلق والحيرة وتكون نهايته ضلال الطريق وسوء الخاتمة والعياذ بالله
ما هي ذاتك الحقيقية ، (Super-Ego) ؟
هي روحك النقية ، هي ضميرك ، هي فطرتك السوية التي وُلدت بها والتي لم تتعرض لأي مؤثرات أو عوامل خارجية ، هي هدوءك وسكينتك وسعادتك الداخلية ، هي نور الله التي يضيء كل خلايا جسدك ويضيء حياتك ويشع علي كل من حولك ، هي نفسك التي تتمنى أن تقابل بها ربك ( النفس المطمئنة ) .
ما هو الطريق الي الذات الحقيقية ؟
يبدأ الطريق بمحاولة التعرف علي انفسنا ، والانتباه لصوت ال Ego بداخلنا ، والاعتراف بوجود مشكلة ما في أنفسنا ، ثم العمل علي اصلاحها . وليكن بداخلنا يقين بانه كلما زاد إحساسنا بضعفنا وفقرنا وعجزنا ونقصنا ، كلما زاد إحساسنا بقوة وعظمة وغني وكمال الله ، ومن ثم زاد قربنا منه تعالي ، وزاد نوره في قلوبنا ”من عرف نفسه عرف ربه”
التعرف علي الذات الحقيقية أمر ليس بالسهل ولكنه يستحق المحاولة لأن ذاتك هي شريكك الحقيقي في رحلة عمرك وهي فقط التي ستصحبك في رحلتك بعد وفاتك ، لذلك فهي جديرة بأن ننتبه إليها ونعمل بِجِدْ وهمه عالية علي معرفتها وتنقيها من كل الشوائب التي علقت وتعلق بها خلال رحلة الحياه للوصول بها الي بر الامان في الدنيا والاخره . قال تعالي : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [سورة الشمس:9، 10] صدق الله العظيم