من اكتشاف الشهوة لـ برهان العسل.. سير ذاتية في روايات جنسية
لم يعرف الأدب العربي روايات إيروتيك Erotic literature مثلما ظهر ذلك في ثقافات البلدان الغربية.
ربما التابو المجتمعي الذي يرى تناول الدين والجنس والسياسة بفكر معين وثقافة معية، باستثناء مولفات قديمة للشيخ جلال السيوطي وغيره ككتب نواضر الإيك في فن النيك ورجوع الشيخ إلى صباه لم تظهر الرواية التي تتناول المسميات والاوصاف بهدف الإفادة أو بطريقة تعليمية.
مؤخرا صدرت رواية تراتيل العزلة لـ ليلى الشويشان التي لم تنتمي لأدب الإيروتيك Erotic literature كما روج لها ولكنها حملت معاني جنسية صارخة فيما اعتبره البعض سيرة ذاتية لمؤلفة الرواية ولم تكن مجرد صدفة.
وقديمًا حملت أشعار نزار قباني بعض الكلمات الي صنفت وقتها إنها جرئية بيد أنها لم تصل لمرحلة الشعر الإيروتيكي.
ويعتبر الكاتبتان الأكثر جرأة وتصريحًا في الأدب الجنسي والمعبر بفجاجة عن بحر الشهوات والأوضاع الجنسية في الوقت المعاصر، الجزائرية (فضيلة الفاروق) في كتابها (اكتشاف الشهوة)، والسورية (سلوى ألنعيمي)، في كتابها (برهان العسل).
وكتاب برهان العسل، كما قالت سلوى النعيمي نفسها، عبارة عن مجموعة دراسات عن الجنس في العالم العربي وفي التراث.
السبب أن الأدباء العرب يظنون الأدب الإيروتيكي هو مجرد كتابات هدفها “إثارة الغرائز عند الشباب”، أحمد مراد نمزذجاً.
بدورنا في منصة فرندة قررنا اختراق المحظور وتناول أكثر الروايات العربية التي صنفت بأنها جنسية تمامًا بعضها كتب بأقلام نسائية والبعض الأخر خطها ذكور، ولكن الملاحظ أن شخصية الكاتب ألقت بظلاها على كتاباته فظهرت الروايات كأنها سير ذاتية !!
روايات جنسية Erotic literature لكاتبات عربيات
1- رواية اسمه الغرام، علوية صبح، لبنان، دار الآداب، بيروت
تجارب جنسية لرجال أشبه بالضيوف
إثر اختفاء مدام نهلا، ذات الخمسين، قبيل حرب تموز عام 2006، تطلب صديقتها من الكاتبة علوية صبح الكتابة عنها. وهكذا تشرع الكاتبة قلمها، وتبدأ بسرد ماضي تلك الشخصية، التي كانت تعيش في مجتمع ذكوري.
لكنها قررت أن تفهم جسدها وغرائزها، وشهوتها المتفجرة، التي يجب أن تهبها لرجل، وكان هذا الرجل هو هاني، الذي أحبته إلا أن اختلاف دينيهما منعها من الزواج. لكن ذلك لم يوقف الحب، ولا اللقاءات الجسدية، التي استمرت حتى بعد أن شاخ جسداهما، وترهلا.
تحكي نهلا تجاربها الجنسية المختلفة التي أقامتها مع رجال عديدين، “لم يكونوا سوى أشبه بالضيوف إلى جسدها، أما هاني فكان مقيماً وحده فيه”.
وتحكي صديقاتها أيضاً تجاربهن. فتتفرع الرواية إلى حكايات جنسية بمستويات عدة، تناقش جميعها الجسد والرغبة والحب والشهوة، في أواسط العمر.
2- رواية الرواية الملعونة لـ أمل جرّاح، سورية دار الساقي، بيروت
حنان تشتهي أبيها !!
بطلة الرواية حنان الشابة الجامعية، والدتها متوفاة منذ سنتين، وأخويها متزوجان ويعيشان بعيداً عن منزل الأسرة.
نكتشف مع بداية الرواية أن حنان مغرمة بوالدها، وتشتهيه وتتمناه، لذلك تتعمد جعله ينسى ذكرى والدتها، فتخفي صورها من المنزل.
تبدأ التصرف كزوجة ومدبّرة منزل، تحاول إيقاعه في غرامها، تفسّر بعض تصرفاته على هذا الأساس، تعيش أوهامها وبخيالها تعيش حياة جنسية كاملة معه، ثم تباشر ذلك بعلاقة جسدية معه !!
“سيدي أنت وحبيبي، زوجي وعشيقي وأبي، خلقت لك، وصرت منك وإليك”.
كتبت أمل جرّاح هذه الرواية الجريئة عن جنس المحارم بين فتاة وابيها في ستينات القرن الماضي، تحت عنوان: “خدني بين ذراعيك”، وفازت بجائزة مجلة الحسناء، لكنها ترددت في نشرها، ولم تر الرواية النور إلا بعد وفاتها، فصدرت باسم الرواية الملعونة
3- رواية أصل الهوى لـ حزامة حبايب، فلسطين المؤسسة العربية للدراسات، بيروت
الهوية الفلسطينية والممارسات الجنسية!!
خمس فلسطينيين من أعمار مختلفة، يعيشون خارج بلدهم، يشكّلون بحكاياتهم العصب السردي لهذه الرواية، التي تقسم إلى 3 أجزاء.
يقدّم الأول منها اللحظة الراهنة التي يعيشونها، وعلاقاتهم الجنسية مع النساء، في حين يذهب الجزء الثاني لاستكشاف طفولة هؤلاء الخمسة ومراهقتهم، ويرصد الجزء الثالث المصائر التي آلوا إليها.
وعلى الرغم من أن الرواية تناقش مواضيع الهوية الفلسطينية، والانتماء، والمصاعب الحياتية والاجتماعية التي يواجهها الفلسطيني في أصقاع الأرض.
فإن التيمة الأبرز، التي تهتم بها الرواية هي الجنس، وكيف تنعكس هزائم الحياة والسياسة على ممارسته.
فمنهم من يدمن مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية، ومنهم من يتعلق بممارسة الجنس أمام المرآة لاستحضار ذكريات معيّنة، ومنهم من يجد نفسه منجرّاً نحو ممارسة الجنس عبر الهاتف.
4- رواية اكتشاف الشهوة لـ فضيلة الفاروق، الجزائر، دار رياض الريس للنشر، بيروت
باني.. عندما تصبح العلاقة الجنسية مع الزوج عذاباً لا يطاق!!
تتزوج باني زواجاً تقليدياً من رجل لم تختره، وتسافر معه إلى باريس بعيداً عن عائلتها، لكنها تدرك منذ الليلة الأولى أن هناك فجوة كبيرة بينهما من الصعب ردمها.
فهو “لم يحاول أن يوجهني. لم يحاول أن يفهم شيئاً من لغة جسدي.
أنهى العملية في دقائق، ورمى بدم عذريتي مع ورق “الكلينكس” في الزبالة. عجزت عن الحركة بعد تلك الغارة، ما اخترقني لم يكن عضوه، كان اغتيالاً لكبريائي”.
هكذا تصبح العلاقة الجنسية مع زوجها عذاباً لا يطاق.
تعيش علاقات عاطفية عدة، تمارس الجنس عن حب، تكتشف شهوتها ورغباتها، ثم تقرر أخيراً الطلاق والعودة إلى بلدها. وهنا تجهز الكاتبة للقارئ مفاجأة من العيار الثقيل، ستحوّل مسار السرد كله، وتقلب حبكة الرواية رأساً على عقب.
5- رواية إني أحدثك لترى لـ منى برنس، مصر دار ميريت، القاهرة
عين التي أحبت مؤخرة عشيقها!!
تعيش عين الباحثة الاجتماعية المصرية، أزمات متتالية في علاقتها مع علي، الشاب المغربي الذي يعمل في القاهرة، بسبب الحرية الزائدة التي تتمتع بها هي، ويرى فيها هو كسراً لما نشأ عليه. وفي سبيل التخفيف من إحباطات هذه المناوشات، تمارس عين جنساً عابراً مع بضعة رجال يرافقونها في رحلاتها البحثية، لكنها تبقى على حبها للشاب علي.
إلا أنه سيحدث ما يهدد علاقة الحب هذه، ويضعها على المحك، بعد أن تلتقي شاباً كورسيكياً متشرداً، تكتشف لديه ميولاً جنسية غريبة جداً، تعجبها وتنغمس فيها.
فهو يمارس معها الجنس من الخلف، ويطلب منها فعل ذلك معه أيضاً!!
“يربط ما أخرجه من الكيس حول وسطها ويثبته جيداً بمشبكين. تفتح عينيها وتنظر، تفزع لأول وهلة وهي تبحلق أمام نفسها، تضحك وتهز العضو البلاستيك المنتصب بين رجليها (..) يتخذ وضع السجود ويطلب منها أن تدخل مؤخرته”!!
6- رواية برهان لـ العسل سلوى النعيمي، سورية دار رياض الريس للكتب والنشر، بيروت
أمينة المكتبة والمفكر .. رحيقها بين فخذيها !!
بطلة الرواية والتي ترويها أيضًا على لسانها تعمل أمينة مكتبة، تنغمس في قراءة كتب التراث العربي، وتكتشف كمّ التحرر الجنسي الذي كان موجوداً فيها.
وفي الوقت نفسه، تنشأ بينها وبين رجل تسميه “المفكر” علاقة جسدية، فتبدأ بتطبيق ما تقرأه في تلك الكتب عملياً. “كنت أصل إليه مبللة، وأول ما يفعله هو أن يمد إصبعه بين ساقي، يتفقد العسل كما كان يسميه، يذوقه ويقبلني ويوغل عميقاً في فمي”.
تقسم الكاتبة روايتها إلى أبواب عدة، مطلقةً على هذه الأبواب أسماء شبيهة بتلك الموجودة في كتب التراث، وتضع استشهادات كثيرة عن السيوطي والنفزاوي والتيفاشي، وغيرهم من علماء الإسلام الذين وضعوا مؤلفات كثيرة في مواضيع الجنس. ولعل أبرز ما يميز هذه الرواية الجريئة أن كاتبتها لا تخجل من ذكر الأعضاء الجنسية بمسمياتها من دون الاختباء وراء الإشارات والتلميحات.
في الثامنة من عمرها، أي في سن الطفولة، تقودها الى السرير، كي تحكي لها حكاية.
في الثامنة عشرة من عمرها، أي في سن البلوغ، تحكي لها حكاية، لتقودها الى السرير.
في الثامنة والعشرين من عمرها، لا تحتاج لأن تحكي لها حكاية، كي تقودها الى السرير.
في الثامنة والثلاثين من عمرها، أي في أوج شبقها، هي التي تحكي لك حكاية، لتقودك الى السرير.
في الثامنة والأربعين من عمرها، تحكي لك حكاية، كي تتجنب الذهاب الى السرير.
في الثامنة والخمسين من عمرها، تبقى أنت في السرير، لتتجنب أن تحكي لك حكاية، في الثامنة والستين من عمرها، إذا قدتها الى السرير، فهذه هي الحكاية، في الثامنة والسبعين من عمرها، أي سرير وأي مكان بحق الشيطان، وأي نوع من الرجال أنت !!من رواية برهان العسل
7- رواية التشهي لـ عالية ممدوح، العراق دار الآداب، بيروت
الانتصاب السياسي !!
“ماذا ألمّ بي وبصاحبي؟” يسأل سرمد برهان الدين نفسه، وهو يرى عضوه الذكري مصاباً بالضمور والانكماش، عاجزاً عن الانتصاب. وسرمد مترجم عراقي، يقيم في لندن، لم يبلغ الخمسين من عمره بعد، وهو شيوعيّ سابق.
بعد أن يفقد ذكورته بسبب سمنته المفرطة، يجد نفسه غارقاً في استعادة ذكريات حياته الجنسية السابقة، التي تربطها الكاتبة مع الحياة السياسية في العراق، فكل هزيمة في الفعل السياسي، يرافقها انتصار في الحياة الجنسية، وكأن الجنس تحوّل لفعل انتقامي عند سرمد.
هكذا يستعيد ذكرى عشيقاته الأربع وفصول الجنس معهنّ، وخصوصاً فيونا الاسكتلندية الشقراء التي درّبته وعلّمته، وهي تقول: “سأطبخك على نار جسمي حتى تتصاعد رائحتك من داخلي، من جوفي ولساني فأنا خليط من كل شيء، منك ومني. وأنت بكر تغرف على عجلة وبلا تركيز”.
ولكن الرويات الجنسية Erotic literature لم تكن حكرًا على الأقلام النسائية باعتبارها هي الأكثر دراية بتفاصيل الجسد وبواطن الشهوة والجنس المقدس منه والمدنس.
فهناك أيضا أدباء رجال جاءت رواياتهم صريحة وجنسية جدا سواء باستخدام عبارات أو مصطلحات أو وصف لأوضاع حميمية خاصة جدا !!
دعونا أيضًا في منصة فرندة نستكمل التجول في واحة الأدب الجنسي أو الإيروتيكي Erotic literature ونرى روايات جنسية خطتها أيدي ذكورية.
2- رواية تصطفل ميريل ستريب لـ رشيد الضعيف
الماضي الجنسي للزوجة !!
رغم أنه لا يفهم ولا كلمة من اللغة الإنجليزية بيدأنه فهم فيلم كرامر ضد كرامر Kramer vs. Kramer، للممثلة الاميركية ميريل ستريب Meryl Streep
لكنه عاجز عن فهم زوجته التي يعيش معها، ويتبادل معها اللغة نفسها!!
وإن كانت الممثلة قد هجرت زوجها وابنها في الفيلم ضاربةً بأمومتها عرض الحائط ومضحية بحياتها الزوجية، والزوج “تصطفل“.
لكن الموضوع يتعلق الآن بزوجته التي بدأ يكتشف أنه لا يعرف عنها شيئاً.
يبدأ الزوج بمحاكمة زوجته، وتذكّر العديد من المواقف التي حصلت معهما، وكيف أنها كانت ترفض في الكثير من المرات التي كان يرغب بـ ممارسة الجنس معها، فكان ينتظر نومها كي يبدأ مغامراته الجنسية مع جسدها النائم.
رواية طريفة تناقش موضوعاً جريئاً، هو علاقة الرجل بزوجته في فراش الزوجية، والشكوك المتعاظمة التي تنشأ داخله حول ماضي زوجته الجنسي.