مسلسل معاوية وتشويه الحقيقة: الإمام عليّ بين السياسة والولاية النورانية

 مسلسل معاوية وتشويه الحقيقة: الإمام عليّ بين السياسة والولاية النورانية

“مسلسل معاوية وتشويه الحقيقة: الإمام عليّ بين السياسة والولاية النورانية”

في خضمّ الصراعات التاريخية التي تُقدَّم عبر الشاشات، تبرز محاولاتٌ لتشويه الحقائق وتسطيح الشخصيات العظيمة، وتحويلها إلى مجرد أدوات في لعبة السلطة.

مسلسل “معاوية” الذي كتبه خالد صلاح، لم يكن بعيدًا عن هذه المحاولة، حيث حاول اختزال شخصية الإمام عليّ بن أبي طالب -عليه السلام- في بعدٍ سياسيٍّ دنيويّ، متجاهلًا جوهره الروحيّ ومقامه النورانيّ.

فالإمام عليّ لم يكن مجرد رجل دولة يسعى إلى الحكم، بل كان تجلّيًا للحكمة الإلهية، ونقطةَ التقاءِ بين الملكوت والناسوت.

إنّ الحديث النبويّ الشريف: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى”، لم يكن مجرد إشارة إلى تتابعٍ زمنيٍّ في الحكم، بل كان تأكيدًا على امتدادٍ روحيٍّ في الهداية، تمامًا كما كان هارون ظِلًّا لرسالة موسى -عليه السلام-، لا شريكًا في سلطةٍ زائلة.

وهكذا كان الإمام عليّ، الذي لم ينظر إلى الفتنة بمنطق السياسيّ الذي يناور، بل بمنطق العارف الذي يدرك أنّ الزمن الدنيويّ موجةٌ عابرة، بينما الحقيقة الإلهية ثابتةٌ في سرمدها.

لقد حاول المسلسل أن يصوّر الإمام عليّ كجزءٍ من لعبة السلطة، متناسيًا أنّه كان “باب المدينة” التي لا يدخلها إلا من طلب العلم الإلهي. فالولاية في حقيقتها ليست مقامًا سياسيًا، بل هي سرٌّ أزليٌّ يُشرقُ على القلوب، ولا يُحاط بمعادلات المُلك الفاني.

فكيف يمكن لمسلسلٍ أن يختزل هذه الحقيقة العظيمة في صراعاتٍ دنيويةٍ وزائلة؟ هذا ما سنحاول تسليط الضوء عليه في هذا المقال.

إن كانت الرسائل المنسوبة إلى الإمام عليّ في مسلسل معاوية، كما صاغها خالد صلاح، قد حاولت اختزاله في بعدٍ سياسيٍّ دنيويّ، فإنّها بذلك غفلت عن جوهر الولاية بوصفها مقامًا نورانيًا لا مجرد صراعٍ على الحكم.

– إنّ الإمام علي -عليه السلام- وفق الرؤية العرفانية، لم يكن رجل دولة بالمعنى السلطويّ، بل كان نقطةَ التقاءِ الملكوت بالناسوت، ومجلى للحكمة الإلهية في الأرض. – فالحديث النبوي (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) لا يشير إلى مجرد تتابعٍ زمنيٍّ في الحكم، بل إلى امتدادٍ روحيٍّ في الهداية، تمامًا كما كان هارون ظِلًّا للرسالة الموسوية، لا شريكًا في سُلطة زائلة. – وعليه فإنّ موقف الإمام -عليه السلام- من الفتنة لا يُقرأ بمنطق السياسيّ الذي يناور، بل بمنطق العارف الذي يدرك أنّ الزمن الدنيويّ موجةٌ عابرة، بينما الحقيقة الإلهية ثابتةٌ في سرمدها. – كما قال هارون لموسى {إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} لم يكن ذلك خوفًا على السلطة،

بل خوفًا على وحدة القلوب في طريق التوحيد. – كذلك كان الإمام علي -عليه السلام- حين رأى أن الفتنة ليست مجرّد نزاعٍ سياسي، بل اختبارٌ لإرادة الأمة في الالتزام بنور الحق.

فهو لم يكن يسعى إلى المُلك، بل كان المُلك يسعى إليه بوصفه تجلّيًا للحقيقة العلوية في عالم الناس.

– إنّ الصياغة التي اعتمدها المسلسل جعلت الإمام جزءًا من لعبة السلطة، بينما هو في الحقيقة كان “باب المدينة” التي لا يدخلها إلا من طلب العلم الإلهي.

فالولاية في حقيقتها ليست مقامًا سياسيًا، بل هي سرٌّ أزليٌّ يُشرقُ على القلوب، ولا يُحاط بمعادلات المُلك الفاني.

معاوية على الشاشة: عندما تلتقي السياسة بالغيب في دراما تاريخية

صفحتنا الرسمية توأم الشعلة بالعربي

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

 مسلسل معاوية وتشويه الحقيقة: الإمام عليّ بين السياسة والولاية النورانية
مسلسل معاوية وتشويه الحقيقة: الإمام عليّ بين السياسة والولاية النورانية
شارك المقالة