الشاعرة هديل داوود تكتب تضامناً مع سوريا (كُلّما نطقتُ باسمها)
تضامنا مع سوريا
إلى سوريا…
قصيدة
هديل داوود / فلسطين
كُلّما نطقتُ باسمها.
أُنكرُ هذا الصّوت.. فهوَ لا يُشبهني
لنْ أتمكّنَ منْ وَصفِ قَفَزاتِهِ ،
وَ انطلاقاتهِ منَ الرّنينِ إلى الأنين…
وعلى رِسْلهِ يُراوِدُ ألَمي،
ويصطحبُ صَخَبَ النّارِ ،
يُراوِدُ وَ يخطفُ الضّوءَ ، نَحْوَ الظّلمة
فَيهتفُ بِومضَةٍ مَسروقة ٍ
يَهتفُ وَيضيعُ في آهاتِ منْ
رَحلوا وهم ينتظرون..
يَهتفُ بأنْ توقّفوا عَنِ النّحيبِ ؛
فَكُلّ الأحلامِ الغضّة
قد غفلها نورُ الصّباحِ
وَطُويت مع تتابعِ الظّلالِ
وَتُركَتْ كثيراً في النّارِ،
حتَّى تعلّمتْ فلسفةَ الرّماد..
وأعينِ موتانا تمكّنتْ منَ الرؤية ،
فقد اعتادتِ الظّلام
وكُلّ الأصنامِ حولنا تَخلّدتْ ،
بعد أن ضلّلتْ الكثير بنا
فلا جدوى منَ البكاءِ على حُزننا،
ولا جدوى منَ التورّطِ في السّواد..
في لونِ نوركِ شيءٌ مستحيلٌ
يتعدّى الجُسورَ والحوائطَ
يُمرّغُ نفسهُ في كُلّ الزّوايا ،
وَممرّاتِ الحياة ِ
يَتخَلّلُ في مَسامِ العُيونِ ؛
حتّى ينعكسَ الهُدى
وينهضُ الموتُ من تحتِ الرٍكام
حتّى نمدّ أيدينا لاتجاهِ القلبِ
وَقِبْلةِ الرّوحِ..
حتّى تفرّي إلينا كُلّما خرجتِ منّا
تتصاعدينَ بألمٍ معَ أنفاسنا
تلمعينَ في أحداقنا..
ستبقينَ
كالبدرِ النّاصعِ في اكتمالكِ
كالشّمسِ البارزةَ عندَ الوُصولِ
مهما مضتِ الأيامُ فلن تُضَلّلُنا
ومهما استقبلتنا الحدودُ والنوافذُ
فكل الامكنةِ إلّاكِ
مغاراتٍ نبحثُ فيها عن دلائلِ العبورِ
وعن معجزات ٍ لنرى بها ما تبقّى من حياة
كُلّ العالَمِ براقٌ فعلاً ؛
لكنهُ لا يُضيءُ
ولو علّقنا كلّ آمالنا في النّورِ
وكلّ صباحاتنا في مقصورة الشمس…
فالصّباحُ وَطَنٌ
وجُرِرنا للمنفى
وتشوّهَ وجهُ الأرض
فابتكرنا سجوننا
وردمنا أصواتنا
… وأغانينا
عَرفتُكِ ألوانَ الفردوس والمغفرة..
عَرفتُكِ البهاءَ ومساحاتِ السّلامِ
ودُروباً مَدروسةً بالمَطَرِ والطّيفِ
يَلمعُ فيكِ الحُبّ ، مُنسابَ المَنالِ
أنتِ البَصيرةُ لحُلمي الضْريرِ
تَتَسلّلُ العَصافيرُ ، في وَجهِ صَباحكِ
وعلى أطيافِ ياسَمينِكِ..
تُغنّي ، وَتأخُذُني
تُرسِلُني ، وَتعودُ بي
تُهاجِمُ ضَياعي
تُجاوِرُ مُعجِزَتي
وترعى كلّ أحلامي المتورّطة في المُستَحيلِ…
كُلّما بَكيتُكِ..
أمتَلكُ فيكِ أعماقاً تَعقَبها الأعماقُ
تَتّسِعُ صورَتُكِ في فَجوةِ حَدَقتي
وَتمُرّ من خلالِ قلبي الابيضَ والأسودَ
كُلّما أرَدتُ الحياةَ..
أتّكِلُ على لونكِ الأزرقَ..
أدَحرجُ حُرقَتي عَلَيهِ..
ألجأُ لأساطيركِ التي أشتهي
حتّى لا ألوّحَ للأمسِ.،
وجيوبي مهترئة
حتّى لا أمشي على الثلج ،
وجوارِبي مَخْروقة..
وأنا المشرّدةُ بدونكِ
الخاوية في كُلّ شيءٍ…
وَكُلّ ما أردتُ الموتَ
تَرقُدُ في الجانِبِ الآخَرَ منّي
شواطئٌ مُعلّقةٌ في الرّوحِ
بحارٌ مبلّلةٌ بدُموعِ الحربِ
غارقةً بثيابِ العُرسِ
منتفضةً منْ تقاعُسِ الإجاباتِ
والمشاعرِ المُترَفةَ
الماضية نحوَ الهَباءِ…
وَأنا بينَ تصاعُدِ روحي نحوَ السّماءِ
أسيطرُ على فُقدانِكِ
أتَأجّحُ أمامَ حَنْوي
أتصالَحُ مَعَ منفى
ربما خُلقَ كي لا أفنى
وإن أجهزوا علينا النّورَ
هَل لا زلتي تسمَعين؟!
صَوتي المَسبيّ
المتفجّرُ مِدفَعاً داخلَ أذنيّ
حتّى يدي غيرُ حُرّة
نيرانُكِ تلتهمُ قلبي
بماذا سأطفؤك؟
وأنا الماكثُ في رُكامِ نهايتي
وَعَلَيّ أن أكونَ مسلوباً لأنجو
في ذهابِ ما ليسَ لهُ رجعة…
للمزيد..
مكتبة فرندة | قصيدة عصافير البحر للشاعرة هديل داوود
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh