في ذكرى رحيل شادي عبد السلام عن دنيانا في هذا اليوم الثامن من أكتوبر عام ١٩٨٦ أي من ٣٤ عاماً مضى ، نقرأ للجميلة نادية لطفي عنه..
“إلتقيتُ به أول مرة في نهاية الخمسينيات أثناء العمل في فيلم “الناصر صلاح الدين” و كان شادي هو مصمم الملابس و كنت أتابع تصميماته الملونة على الورق لشخصيات الفيلم ، فوجدتها تعطي روح العصر و كأنه قد عاش وجوه هذه الشخصيات ، كانت تعبر عما بداخلها رغم صمتها..
كان يهتم أيضاً بالمكياج، شكل الشعر و الذقن و الشارب بالنسبة للرجال و شكل الشعر بالنسبة للنساء و تفاصيل الشخصيات كافّة..
أحتفظ ببعض الرسائل التي كان يرسلها لي هو و مجموعته لما بها من سخرية فيستعمل النصوص القديمة و يخلطها بالعنوان ، مثلاً (بشارع فؤاد -المسكين الفقير سابقاً-) ، أو كان يكتب رسالته على أوراق الشركة و في نهاية الرسالة نص من أناشيد أخناتون ، كانت رسائله مزينة بأزهار اللوتس و البردي و العصافير..
كان يضع إسمي أول الرسالة داخل خرطوش ملكي مسبوقاً بألقابي الملكية -فكان يراني الملكي تي ربة المعبد و حاكمة التيجان-..
و أتذكر و نحن نصور فيلم الخطايا أن عبد الحليم حافظ كان من أشد المعجبين بشادي و كان يهمه أن يستشير شادي في ملابسه و كان يرتاح لوجوده كمهندس ديكور للفيلم و يشعر بالإطمئنان لأن المكان الذي يمثل فيه دوره في أيدٍ أمينة و مع فنان موهوب..
كان شادي بالنسبة لي كالتوأم. توأماً فكراً و روحاً في رحم الفن ، كان اللقاء دائماً روحياً و فكرياً أما معاملته فقد كانت تفيض رقة و عذوبة و حناناً و تدليلاً ، كانت هذه المعاملة تسعدني..
كان شادي مثل أمير شديد الوسامة و الأناقة ، بداخله شعلة لم تنطفئ أبداً ، كانت هذه الشعلة هي التي تحركه. و كان مهتماً بمظهره و كان تعامله مع الآخرين لا يقل نبلاً عن مظهره ، كان كلاً منا يتعامل مع الآخر كمعنى ، كروح ، كرمز ، كنت أراه رمزاً لكل ذلك.”
الملكة تي عن شادي رحمه الله
أقصد نادية لطفي
#الصورة: شادي عبد السلام و بجانبه الجميلة نادية لطفي و بجانبها مدير التصوير العبقري عبد العزيز فهمي و أمامهم الراحل الجميل سمير فريد.
نقلا عن صفحة شادي عبد السلام
للمزيد..