دخلنا الحان والكاسات تملى .. شربنا قطرة منها فهمنا للطيب أحمد النقشبندي| قصيدة حيرت ألباب المحبين
من أشهر القصائد التي ترنم بها المداحون وفي مقدمتهم الشيخ احمد التوني ساقي الأرواح وكذلك الشيخ أمين الدشناوي ريحانة المداحين.
والرمز في تلك القصيدة لا يخفى على أحد فالحان يرمز للحضرة والكأس هي أرواح المحبين.
دخلنا الحان والكاسات تملى.. شربنا قطرة منها فهمنا| قصيدة حيرت ألباب المحبين
شربنا الكاس من يهوى جهارا فهمنا عند رؤيتهم سكارا
فشاهدنا الحبيب فقد تجلى وعدنا من تجليه حيارا
طلبنا الانس من صافى الحميا فنادى لاحجاب ولاستارا
دخلنا الحان والكاسات تملى ظننا ان فى الكاسات نارا
مشعشة لها نورا عظيم فنار القلب منها واستنارا
شربنا قطره منها فهمنا وان متنا فلا فى الموت عارا
ومنا من يموت على وضوء ومنا من يموت على طهارا
ومنا من يهيم ولا يبالى ومنا ليس يدرى اين سارا
ومنا واقف بالباب سائل له البركات والهمم الغزارا
ومنا من يكن ملاح سراعى سريع الخرز فى خيط الدبارا
ومنا من يكن فارش بخرجوا يبيع الخلق من علب العطارا
ومنا من يكن براد حديد يقيد النار فى فحم الحجارا
ومنا من يكن طبجى مدافع سريع الضرب فى ضرب الفجارا
ومنا من يكن مجذوبا فيها سليب العقل يرجم بالحجارا
ومنا من يكن عريانا واقف ولا يدرى البرود ولا الحرارا
ومنا قوتهم من غير زرع لايدرى الهموم ولا التجارا
واحوال الفقير كمثل بحر غريق الموج ليس له قرارا
ولا تنكر عليهم يامؤنا وفضلهموا كامواج البحارا
فهم يرضو لانفسهم بهذا عليهم هيبة ولهم وقارا
وصلى الله ربى ثم سلم على من يرتجى من حر نارا
معنى دخلنا الحان والكاسات تملى.. شربنا قطرة منها فهمنا| قصيدة حيرت ألباب المحبين عند الصوفية
استطاع الطيب أحمد النقشبندي قدس الله سره، في قصيدة دخلنا الحان والكاسات تجلى ان يمازج بين الرونق الصوفي والفن الشعري فخرجت القصيدة مليئة بالرمز والتلويح ومناجاة الروح.
قصيدة الحان سقت أرواح المحبين وخاطبت فؤاد غلبه السكر ومادت به النشوة يستخفه الوجد فتتحرك أعضاءه وجوانحه بالتمايل ، سائحا في سبل الفناء يطوي واردات البقاء، ليظل في شهود المشهود.
هوعالم من التلاقي يكسر حاجز المعقول والحس، ولا يصلح البوح به إلا بكسر حسيات اللغة، حتى تنتظم اللغة بما يشبه الازدواجية الدلالية بين البقاء المحس ، خطاب العامة، والتجلي المبني على الفناء، خطاب الخاصة الخالصة، وهو بهذا يعبر عن تجربة وجدانية.
أراد أن يعبر بالخمر والسكر عن غيبة تكسر طوق الالتزام بعالم الأشباح، والغيبة هنا فناء عن ملاحظة التكثر، والسكر انتشاء بما أداره الحبيب على ألباب السكارى من لذة التوحد والقرب والمعرفة بنفس قابلة متمردة على سجن الأشباح.
شربنا على ذكر الحبــيب مدامــــة سكرنا بها من قبل أن يــُخلق الكرم
لها البدر كأس وهي شمس يديرها هلال ، وكم يبــدو إذا مزجــت نــجم
ولولا شـــذاها ما اهتـــديت لحانها ولولا ســــــناها ما تصورها الوهم
ولم يُبق منها الدهر غير حُــشاشة كأن خَفاها في صــــدور النهى كتم
وإذا كانت المدامة رمز الحب الإلهي الأزلي، فإن شاعرنا يغرقنا في نهر جار عذب من الرموز المرتبطة بالخمر.
للمزيد..
ياسين التهامي غواص في بحر القوافي | عصفور غرد فأحيته الكلمة (فيديو)
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh