وتعيشي يا ضحكة مصر | صور الكفاح الشعبي في مواجهة الـ كورونا
تنوعت صور التحركات الأهلية التي استهدفت تقديم العون لأفراد المجتمع، لاسيما
على المستوى الاقتصادي، من خلال الجمعيات أو الجهود الفردية. ولا شك أن درجة
نشاط المجتمع المدني وقوة تأثيره ومدى اتساعه تختلف باختلاف درجة الحرية التي
يتمتع بها، وضمانات أو تعقيدات البيئة القانونية التي يعمل في ظلها..
وقد شهدت مصرتحرّكات مجتمعية لمواجهة الأزمة وآثارها الاقتصادية العاجلة،
ربما المثل الأبرز هنا، الذي حظى بتغطية لافتة في الصحف والمواقع المصرية،
قرية “العزيزة” بمركز المنزلة بمحافظة الدقهلية، التي شهدت مبادرة من “مجلس العائلة”
لجمع التبرعات لأبناء القرية الذين توقفوا عن العمل تحت شعار “1000 جنيه لـ 1000 عامل”،
وتم ترويجها عبر فيسبوك، وشارك في التبرع أبناء القرية العاملون بالخارج، ووصل إجمالي
التبرعات إلى 2.5 مليون جنيه.
في قرية أخرى كان العمل الأهلى مختلفا. وهي قرية “منية الحيط” بمركز إطسا بمحافظة الفيوم،
حيث تطوّع عدد من أبناء القرية، جلّهم من الشباب، لتعقيم الطرقات وتوعية الأهالي حول العدوى،
وكذلك لتوفير كميات كبيرة من الخضروات بسعر الجملة، في محاولة لمساعدة الفئات المتضررة
اقتصاديا، وقد جمعتهم على فيسبوك مجموعة باسم “جروب منية الحيط الرسمي”.
يشرح أحد المشاركين في هذا النشاط، وهو شريف الروبي (40 عاما)، العمل الذي قام به مع
غيره من أعضاء الفريق: “قمنا برشّ البلد بمواد تعقيمية باستخدام موتور وضعناه على تريسكل،
وتبرع أحد الشباب بمواد تعقيم تُستخدم في مزارع الدجاج بعد التأكد من مختصين
أنها آمنة على الصحة العامة وفعّالة.. بدأنا مجموعة من 6 أفراد ووصلنا إلي 20 متطوعا،
ونظمنا دورة لمدة يوم لأعضاء الحملة حول كيفية التحدث عن الوباء وسبل الوقاية منه،
أعطاها مجموعة من المسعفين الطبيين يديرون إسعاف القرية، ونزلنا الشارع، بعضنا يتولى
التعقيم والبعض الآخر يتحدث مع الجمهور، وكانت هناك استجابة كبيرة من الأهالي”.
ويضيف: “قام أحد أعضاء الحملة بطرح فكرة شراء خضروات بأسعار الجملة
يقول الروبي إن العمل الخيري في قريته يتم عبر 3 جهات: الجمعيات الأهلية،
ورجال أعمال يعملون في الاستيراد، ومجموعات عمل مستقلة من شباب القرية.
ويشير لوجود أحزاب سياسية أعضاؤها من “علية القوم”، على حد تعبيره،
يملكون المال ولكنهم غير قادرين على جذب متطوعين من الشباب”