فيلم الأفوكاتو ..هل هناك قانون يمنع الرقص يا سادة؟!
هل هناك قانون يا سادة يمنع الرقص؟! تلك المقولة كانت هي تميمة فيلم الأفوكاتو للزعيم عادل إمام.
فيلم الأفوكاتو ليس مجرد فيلم كوميدي، ولكنه فيلم ذكي في استخراج المفارقة، زفيلم غني بالدلالة.
الفيلم الوحيد اللذي بنى نقده للأوضاع السياسية والاجتماعية في الفترة دي على منطق وموضوعي في عرضه للظروف السائدة.
رغم كونه فنتازي، إنما بيحمل قدر عالي من استشراف المستقبل.
للمزيد..
فيلم العار |أخطر حوار مقنع في السينما المصرية.. تمن الحق كام؟!
في العشر دقايق الأولانية بيعقد الميهي (مخرج ومؤلف الفيلم) صفقة معانا، هذا واقع سبانخ، واقع هزلي لكنه أصدق كتير من الحقيقة.
تصميم المشاهد الأولى دي مهمة جدًا لتأسيس عالم الفيلم، عشان نقدر نبلع بعد كده باقي مبالغاته وشخصياته الكركاترية.
احنا قدام أسرة مصرية عجيبة، مدرسة مجنونة عندها لحمية، أخت مكبوتة جنسيًا، وابن غتت.
للمزيد..
ضحايا عنتيل التجمع |كيف أقنعهن بممارسة الجنس وإرسال صور عارية؟!
ومحامي غير متزن، لكن ذكي، بيستعد لقضية عارف مسبقًا إن موكله هياخد فيها براءة وهو اللي هيتسجن.
خروج الأسرة من مكان سكنهم بطريقة أشبه بالرقص على الحجارة المرصوصة عشان الناس تمشي عليها بين المجاري والزبالة اللي مغرقة الشارع، ومستشارين وقضاه مرتعدين من طولة لسان المحامي، ومرافعة ساخرة بيقوم بيها المحامي بتنتهي بحبسه. مرافعات الفيلم ده تعتبر من أجمل المرافعات في السينما.
ولما بتخلص القضية بما توقع، الميهي بيخلينا كمشاهدين ناخد المحامي بجدية، هو صحيح مجنون لكن واضح إن عنده درجة من الذكاء.
للمزيد..
ياسين التهامي سفير الكلمة المُتجدِّدة ترنم بأبيات 70 من شعراء العرب| تجميع د. عمرو فرج لطيف
الحوار في الفيلم بطل من أبطاله، كل جملة حوارية مناسبة لخلفيات الشخصيات.
ورغم عدم خلوها من المعاني الفلسفية، إلا إنها محطوطة في وقتها المناسب، ومتقالة بأداء مظبوط على ميزان دهب.
أغلب الحوارات الفلسفية دي بيقولها حسن سبانخ (بطل الفيلم) لباقي الشخصيات.
في المشهد الشهير مثلًا اللي بيشرح فيها لصول السجن عبد الجبار (علي الشريف) فلسفته في الحياة، فلسفة حسن سبانخ الطبيعية في أخد المجتمع والنظام والقانون على قد عقله.
سبانخ بيلعب بالقانون، لكن عنده مبادئ بيقولها لموكله تاجر المخدرات والمواد الغذائية الفاسدة “أنا ممكن أنصب على موكل في 50 جنيه، 100 جنيه، لكن مش بسمم الناس ياحسونة”.
صحيح هو بينصب عشان الفلوس، بس مش ده كل هدفه، هو بيعمل ده بشغف بيصرح به لمراته “أنا هفضل أطلع من لعبة أخش في لعبة”.
ولع بالاستهتار بالقانون اللي بيثبت فلسفته، مفيش حاجة في البلد دي يمكن أخذها على محمل الجد.
الفيلم كمان بيحاكم العالمين، عالم عبد الناصر، اللي كان بينظر له في عصر السادات بالنظام البائد، وكان بينظر له أغلب مثقفي الفترة بالفخر، منهم المخرج الجميل عاطف الطيب.
وفي نفس الوقت بيدين عالم الانفتاح بنفس القوة، لكن على طريقة سبانخ الهزلية.
وفي الفيلم استبصار عظيم للي هيكون عليه المجتمع. هروب سليم، أحد مراكز قوى النظام البائد، وتاجر المخدرات حسونة محرم من العدالة.
وتحول كامل لجهاز الدولة وفي صدارته الشرطة لمؤسسات تعمل لحساب الفاسدين الخاص، من أصغر عناصرها لأكبرها، وسقوط أي قشرة تظاهر بالشرف والواجب.
في حين معظم الناس مش هيبقى فارق معاها غير حلم السفر لليبيا ودول الخليج للكسب، اللي مثله حلم السجانان اللي نصب عليهم المحامي في آخر الفيلم عشان يهرب. وبالمناسبة الفيلم مش بيدينهم، ولا بيدين أحلامهم، إنما بيتعامل بفلسفة سبانخ، اللي أسس لها الميهي برمزيات كتير من اول مشهد لآخر مشهد.
الفيلم كمان فيه تحديات كبيرة على مستوى التجسيد، لأنه واقف على شعرة بين الهزل والجدية، وفيه مشاهد بينتقل فيها عادل إمام من قمة المسخرة لقمة الجد.
وكل ممثلي الفيلم نجحوا جدًا سواء في تأدية المشاهد الكوميدية، أو في عكس كوميديا عادل إمام، ومضاعفة أثرها، خصوصًا حسين الشربيني.
فيلم جميل، بيسيبك في حيرة محاولة البحث عن إجابات أسئلة كتير. منها؛ أنهي هزلي أكتر، الواقع ولا الفيلم؟ هل في فلسفة سبانخ الطبيعية الشفاء وراحة البال؟
للمزيد..
الفيلم التلفزيوني| كيف راهنت الفكرة على التفاف الأسرة المصرية ؟
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh