رحلة لرمضان 1990| فخ تحضير السلطة وأول يوم جامعة حلقات رمضانية تقدمها لكم هبه مرجان (صوت)
أعزائي ركاب آلة الزمن وصلنا لأخر محطتين في رحلتنا للماضي وسنذهب بالزمن لرمضان 2007م،
بالنسبة لي مصر قبل 2011 هي نفسها مصر في التسعينيات لذا دعونا نهبط في المحطة الأولى سريعًا
وأخبركم إجابة سؤال الحلقة الماضية،
والإجابة هي عائلة أبي فبالرغم من وجودنا في بيت عيلة أمي، البيت الكبير والرئيس لعائلة أمي بأكملها إلا أن عائلة أبي لها حق علينا أيضًا؛
لذا كنا نذهب كل رمضان لمنزل جدتي-رحمها الله-
والدة أبي وكنا نخصص يوم أخر للذهاب للفطار الجماعي في منزل خالته-رحمها الله-
وفي رمضان 2007 ذهبت أنا وأبي للفطار لمنزل خالة أبي وكنت أدعوها بخالتو أم هبه، وحينها طلبت مني أن أساعدها في تحضير السلطة،
طبعًا أنا حتى الآن لم أدخل المطبخ في منزلي سوى لتحضير المشروبات الخفيفة،
ولأني كنت وقتها على وشك دخول الجامعة؛
لذا استحيت أن أخبرها أني فاشلة في المطبخ وقررت أجازف وأجرب، طبعًا أولًا مسكت الخيار بما أنه أسهل
ولأن خبرتي صفر في التقطيع فقطعت السلطة مكعبات صغيرة وحينها أخبرتني خالتو: يا هبه قطعيها كبيرة أنا بقطعها كبيرة،
وقتها أخبرتها بأني لم أمسك السكين قط في حياتي، وبعد دقائق أعطتني ملوخية وطلبت مني قطفها وتخريطها، طبعًا لكم أن تتخيلوا كيف فعلت ذلك بشخصيتي التي تآبى الاستسلام.
المزيد..
رحلة لرمضان 1990| طقوس إجبارية حلقات رمضانية تقدمها لكم هبه مرجان (صوت)
وفي وقت الإفطار جلست بجوار حفيدتها، وقالت الطفلة: لا لن أكل الملوخية، هل تعرفون كم شعرت بالإحباط وقتها؟؟؟
لم أستطع تناول إفطاري لأني توقعت أني دمرت السلطة والملوخية، ولكن خالتو وعمتي-رحمهم الله-
ظلوا يضحكوا عليّ وأخبروني أن الطفلة لا تحب الملوخية، وأن الأمر لا علاقة له بي، بالعكس لقد أعجبتهم ملوخيتي كثيرًا.
والآن لننتقل للمحطة الثانية، وهنا البطل هو أبي-شفاه الله وعافاه-يومها كان أول يوم جامعة في رمضان 2007،
ومن شدة توتري وقلقي نسيت ارتداء الحجاب، ولكن أبي أخبرني قبل غلق باب الشقة: هتمشي كده؟؟
وقتها افتكرت أني عارضت رغبة أمي وقررت ارتداء الحجاب رغم رفضها للفكرة، وبالفعل ركب معي السيارة ودخل معي لباب الجامعة،
وكنت أنا أول وأخر طالبة جامعية في مصر يصعد معها أبيها ويوصلها لباب المدرج،
وقتها صعد حتى الدور الرابع وتركني بعدما وجدت أمل وأسماء صديقتاي من ثانوي، وذهب وهو يلوح لي بيديه وكأني مهاجرة،
وقبل ذهابه وصاني آلا أركب مترو الأنفاق لأنه سيكون زحمة جدًا وآلا أركب تاكسي بمفردي، وأخبرني أن أنتظر الميكروباص أمام باب كلية حقوق بالجامعة، جامعة عين شمس،
وحينها أخبرتني صديقتي أمل أن الميكروباص لن يتواجد هنا إلا أني صممت على تحقيق رغبة أبي،
ولكن في النهاية مشيت حتى المترو ووجدتهم هناك جالسون على السور بمحطة منشية الصدر-منتظرين المترو-وحينما رأوني ضحكوا عليّ لأني لم أستمع لهم،
المزيد..
رحلة لرمضان 1990 |يا أبو كف رقيق وصغير حلقات رمضانية تقدمها لكم هبه مرجان (صوت)
ومن شدة الزحمة أُغلقت أبواب المترو على رجلي، وقتها خفت على الكوتشي لأنه-بالصدفة-كان هدية دخولي الجامعة من خالتو أم هبه،
الغريبة أن في تلك الأوقات العصيبة صديقتاي لم يسرعوا لمساعدتي وظلوا يضحكون بهستريا، وهكذا هم الأصدقاء يا سادة يستطيعون التضحية بكل شيء من أجل أصدقائهم
إلا أنهم لا يفوتون أي لحظة للسخرية عليهم والضحك على مواقفهم الغريبة، وأخيرًا وصلت للمنزل وذهبت على الفور لأبي وقلت له بأنفاس متقطعة: لا تخبرني بشيء بعد الآن.. الميكروباص لم يأتي،
وانتظرته في عز الشمس. طبعًا وبخني لركوبي المترو، ولكنه تركني وشأني بعدما رآني سقطت على السرير كمن سقط من طائرة ويلفظ أنفاسه الأخيرة.
وهنا ركابي الأعزاء أنهينا جولتنا في آلة الزمن لرمضان 1990، وعلى أمل أن أراكم قريبًا في جولات أخرى، ومحطات جديدة، وقتها سأصطحبكم معي لأجمل أيام الزمن الجميل في الماضي وأكثر لحظات البشرية إنجازًا في المستقبل.
إقرأ أيضًا:
رحلة لرمضان 1990 | روائح الفرن القديم حلقات رمضانية تقدمها لكم هبه مرجان (صوت)
صفحتنا الرسمية..فرندة – farandh