إحسان ومحجوب في القاهرة 30 ..هل كان الانسحاق اختيار أم اجبار؟
فيلم القاهرة 30
فيلم المقتبس من رواية الأديب الراحل نجيب محفوظ
إنتاج عام 1966
إخراج صلاح أبو سيف
بطولة حمدي أحمد وسعاد حسني وأحمد مظهر وعبد المنعم إبراهيم.
تدور أحداث الفيلم في ثلاثينات القرن العشرين حيث يعيش الشاب محجوب عبد الدايم (حمدي أحمد) الوافد من الصعيد حياة فقيرة في القاهرة، ويتعرف على ابن قريته (سالم الإخشيدي) الذي يطلب منه أن يساعده على الحصول على وظيفة، فيعرض عليه وظيفة مقابل أن يتزوج من إحسان (سعاد حسني)، عشيقة قاسم بك (أحمد مظهر)، على أن يزورها قاسم بك مرة كل أسبوع.
يحكي القاهرة 30 عن مجموعة من الشباب الجامعي الذين يعانون شظف العيش والأوضاع المقلوبة في مصر المحروسة سنة 1930، هؤلاء المطحونين نتيجة اختلال الفوارق بين الطبقات، وسيطرة الطبقة البرجوازية من البهوات والبشوات المسيطرين على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، هؤلاء الذين يأكلون قوت الشعب ولا عزاء للشباب الضائع بين البطالة وبين محاولة التسلق للوصول للطبقة العليا، حتى لو كان هذا الوصول على حساب المبادىء و الشرف.
مع استمرار أحداث الفيلم في التدفق، نبدأ في اكتشاف الأبعاد الإنسانية لأبطال الفيلم، وكيف تؤثر شخصية كل منهم في قراراته المصيرية، عبد العزيز مكيوي أو (علي طه) أكثر ميلاً للحل الثوري القائم على ضرورة هدم المجتمع بطبقاته المنحلة وإعادة بنائه من جديد على أسسٍ سليمة تميل للاشتراكية وتطبيق قيم عدالة التوزيع والمساواة بين الطبقات.
كان محجوب عبد الدايم أو حمدي أحمد أكثر ميلاً للحلول الواقعية، اندمج في المجتمع وصار أكثر وصولاً للطبقة الأغنى، استغل كل فرصة واهتم بكل علاقة تربطه بالطبقة التي كان يحلم بالوصول لها كل يوم، و أوقعته الظروف ليتزوج حبيبة صديقه الثوري (علي) التي انسحقت هي الأخرى تحت عجلات المجتمع القذر؛ إنها (سعاد حسني) صاحبة البطولة النسائية في الفيلم، والتي تدخل في علاقة آثمة مع أحد الباشاوات (أحمد مظهر) بعد أن تملّ من انتظار حبيبها (علي) الساعي لتحقيق اليوتوبيا التي تقوده للسجن والمطاردة من عناصر البوليس السياسي.
على الصعيد الفني، امتاز فيلم القاهرة 30 بتكوينات الكادرات المتميزة والمبهرة، بالإضافة للخدع السينمائية الخلاقة التي كونت لنا مشهدًا لا يخلو من ذاكرة أي متابع للسينما المصرية، وهي صورة (محجوب عبد الدايم) وقد نما له قرنان كبيران في تعبير مصري عامي عن الدياثة في هذا هذا المشهد.
للمزيد..
في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh