سرقات مشروعة لـ أشرف العشماوي | كيف تم سرقة المتحف المصري؟ّ
يقول الأديب والروائي أشرف العشماوي في كتابه سرقات مشروعة:
طوال فترة الأربعينيات والخمسينيات كانت حوادث سرقة الآثار تتركز فى المتحف المصرى بالتحرير فأكسبته شهرة مضاعفة.
من أشهر تلك الحوادث ما وقع فى ديسمبر من عام 1954 عندما وقف طالب ثانوى أمام فاترينة زجاجية بالمتحف المصرى يقرأ بإهتمام البطاقة الدالة على محتوياتها فلاحظ أن عدد السبائك الذهبية بها ينقص عن العدد المدون بالبطاقة بسبيكتين.
أبلغ بالمصيبة التي اكتشفها لكن الكارثة التي كشفتها تحقيقات النيابة وقتها أعظم وأفدح فقد كانت باقى السبائك المتراصة فى فاترينة العرض جميعها مزيفة….!!
ولأن السرقة لابد أن يعقبها جرد لمحتويات المتحف فقد أسفر الجرد عن إختفاء سوارين من الذهب الخالص يرجع تاريخهما إلى 200 سنة قبل الميلاد بالإضافة إلى 32 تميمة آخرى من الذهب أيضاً، وأظهر التحقيق وقتها أن الخزائن فتحت بمفتاحها الأصلي.
وفى اليوم التالى لبدء الجرد اكتشف المسئولون عن المتحف إختفاء قلادة من سبيكة الألكترون التى كونها المصريين القدماء من مزيج يجمع بين الفضة والذهب ،وأيضاً أظهر التحقيق أن فاترينة العرض فتحت بصورة طبيعية … ولكن الغير طبيعى أن الحادث قيد ضد مجهول ..!!
ظل هذا المجهول لسنوات طويلة يعيث فى الأرض فساداً ويُجرد المتحف المصرى من مقتناياته فى هدوء شديد بذات الصورة الطبيعية فى الفتح ثم الإستيلاء ثم الغلق لنكتشف سرقته ونندهش ولا نذهب لأبعد من ذلك ..!!
حتى وقعت مصيبة كبرى عندما زار القاهرة عالم الآثار السوفيتى فيدوف بتروفيسكي – الأستاذ بجامعة ليننجراد – فى أغسطس 1959 و توجه إلى المتحف المصرى فلاحظ اختفاء عصا من مجموعة الملك توت عنخ أمون فأبلغ أمين المتحف المصرى وقتها بملاحظته وكانت عصا من الذهب الخالص ويبلغ طولها متراً ونصف المتر ومحفور عليها باللغة الهيروغليفية عبارة تقول ” من يحمل هذه العصا تحل به بركة آمون ويمشى فى ركابه “
ويبدو أن سارقها قد حلت عليه بركة الأله آمون لأنه لم يضبط حتى الآن ..!
الأغرب أنه عقب هذا الحادث تم جرد المتحف المصرى بالكامل فظهر ان هناك أكثر من 300 قطعة أثرية قد فقدت ..!!! وهناك الاف القطع غير مسجلة بالدفاتر وحدد التحقيق زمن ضياعها بفترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ..!! على خلفية من تبرير بالجرائد القومية وقتها يقول أنه كانت هناك عجلة وإضطراب فى نقل الآثار الثمينة إلى بدروم المتحف على مدار شهرين لحمايتها من الغارات الجوية ، وأثناء التحقيقات فى هذا الحادث عثر أحد الحراس – بالصدفة طبعا- على حلقة تضم مجموعة من المفاتيح وبتجربتها تبين أنها تخص بعض فاترينات وخزائن المتحف المصرى وكانت ملقاة بإحدى الممرات الجانبية والمفأجاة أن تلك المفاتيح كانت مصنوعة فى ألمانيا الشرقية – وقتها قبل هدم السور – بل وفى المصنع نفسه الذى صمم ونفذ الأقفال لحساب مصلحة الآثار…!! ومع ذلك ظل المجهول الذى أتهم بإرتكاب هذه الجريمة ينعم بأثارنا التى سرقها حتى كتابة هذه السطور ..!!
من كتاب #سرقات_مشروعة #اشرف_العشماوي #الدار_المصرية_اللبنانية
للمزيد..
رواية كل هذا الهراء .. اليأس والجنس والفوضى في حكايات عز الدين شكري فشير pdf
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh