إنه الشتاء يا سادة الوحدة الصديقة للذات .. ثم رقص الذكريات على طبول الحنين … وجلوس أطياف من نحبهم فى جلسه سمر .. يحاكونا .. يضحكوا ،، يبكوا معنا ،،
نرتمى داخل صدروهم نتوسد الأمل والأمان .. نعانق الشوق المتوجع داخل قلوبهم ،، هكذا كان حاله وهو واقفا وحيدا عند الشاطىء ذات مساء ،،
لا يعلم لماذا قادته خطاه للبحر .. إحساس أقوى منه .. جعله يذهب عنده .. يقف صامدا .. ساكنا يتطلع للأمواج العنيفه المتلاطمه وكأنها تعاتبه .. تحدثه حديث خاصا لا يفهمه سواه ،، وصورتها .. تتلاحق مع الأمواج .. بعينيها الدافئه . الحزينه .. الشقيه .. الفضوليه ،، الطفوليه ،، الأنثى داخل أعماقها بكل ما تحمله هذة الصفه … وصدى ضحكاتها تتعقبه مع صدى المياه وكأنهما فى حاله سباق مرح معه أيهما يتبارى إلى أذنيه ضحكتها أم الموجه .. ثم صدى دموعها وأنينيها وهى تستحلفه ألا يتركها .. تعتذر ،، وكأنها تقول لا تتركنى .. إنى أتخبط .. أحتاجك وبقوة .
وهنا أطلق تنهيدة عميقه .. ملامح الشجن خرجت من أعماقه صارخة قبل أن تمتد إلى تقاسيم وجهه … دمعه حبيسه كانت ولازالت تريد الخروج من مقلتيه وهو رابط الجأش محافظا على صلابته ،، وقوته المزعومه .. كى يبرهن لنفسه .. أنه لا يريدها .. لا يريد سماع صوتها .. التواصل معها ،، يقنع نفسه أنها مخطئه ،، وكل تصرفاتها خاطئه .. فلتتحمل نتائج رعونتها .. وعنادها وطيشها .. صمته العقابى لها .. لانها إنجرفت فى حالة إحتياج لشخص إهتم بها .. فتملكه الغضب بقوة ،، ربما الغيره .. ربما المرارة وهنا صرخ قائلا :
أنا قراري صائب ،، إبتعدي ..عنك .. أنت لا تصلحي كى تكونى …
كى لا تكون ماذا حبيبه .. أم رفيقه .. أم نصف لروحك .. أيها الهارب .. ألا تواجه نفسك لقد هربت منها .. هربت من حبك وأشواقك ،، هربت من دقات فؤادك وكأنها طبول الحرب كلما تحدثت إليها .. وقادك مغناطيس جاذبيتها لروحك بكل قوة ،، تركتها تتعذب .. تتخبط ،، بررت لنفسك إنقسامها وإضطرابها ،، هذا ليس قرار .. بل هروب من روحك لأنها روحك يا رجل .وها هى نفذت لك ما أردت .. إبتعدت وهربت .. توجعت وصمتت فلتفرح الأن ،، ولتهنأ .
الأمواج تتلاطم بقوة وصوت الرياح يكاد يعصف بأذنيه وسياط البرد يضرب نفسه وجسده بقوة .. صدى ضحكتها يتلاشى مع الأمواج وكذلك أنين وجعها وصوت خافت فى أعماق ذاته جعل قلبه ينخزه :
أنا أشعر بك .. عفيتك منى ومن أى شىء يخصنى .. نعم إبتعدت ،، لكنك ستظل عالقا بين الضلوع والقلب .. صوتك سيبقى أجمل وأحن وأطيب صوت عرفته نفسى وسكنت إليه مشاعرى .
أما روحي فستبقى حولك .. طيفى يؤنسك إذا شعرت بالوحده فحبك قدرا ،، والاقدار لا تعاند .. يا نصف الروح ،، وشعله بين إثنين .. يا خليطا من كل شىء لا يرى ولكن يحس
