لماذا أفسد ويل سميث الليلة التي انتظرها طويلا ؟!

لماذا أفسد ويل سميث الليلة التي انتظرها طويلا ؟! | د.عبير حسين

 

ينظر الملايين حول العالم  بذهول لمًا قام به الممثل العالمي ويل سميث الأسبوع الماضي أثناء حفل توزيع جوائز الأوسكار السنوية

والتي من المفترض أنها الليلة التي ظل ينتظرها طوال مسيرته الفنية ، فالنجم المولود  عام 1986 في فيلادلفيا -بنسلفانيا  قد بدأ مسيرته الفنية منذ عمر الثانية عشرة  كمغني للراب في فرقة تجمعه بزميله جيف تونز قبل أن يوشك على الإفلاس تماما بفعل نمط حياته المفرط في الإسراف  عام 1990 لولا أن منحته شركة NBC طوق  النجاة بعد أن وقعت معه عقد المسلسل التليفزيوني Fresh Prince of bill air

 

استمر العمل لستة مواسم كاملة وحقق نجاحا مذهلا  في كل أنحاء العالم انطلقت بعدها مسيرته السينمائية  بلا توقف ولمع نجمه في أعمل مثل men in black

Hitch

The  pursuit  of  happiness

bad boy—    Independence Day

توجت أعماله أخيرا هذا العام  بجائزة أوسكار مستحقة قبل أن تتحول الليلة المنتظرة إلى كارثة ، فماذا حدث ؟

لو كان الرجل المعني  ينتمي للثقافة الشرقية لبدا الأمر مبررا وحتى موضع ترحيب فمذيع الحفل اللامع كريس روك قد تطرق بالسخرية لتسريحة  الشعر الخاصة بـ جادا بينكيت سميث الممثلة المغمورة والزوجة الثانية لويل سميث التي تعاني من الصلع  ، والذى لا يعد أمرًا مستهجنا في  الثقافة الغربية ولا عن حفلات الأوسكار و التي سخر مقدموها بعنف من أبطالها وحتى  من الرئيس الأمريكي نفسه من قبل  !

فماذا تغير ؟

ينتمي ويل سميث لطبقة ممثلي هوليود اللامعة المتأنقة   والتي لا ترحب كثيرا بالعنف ولا يؤمن أفرادها بالضرب كحل للمشاكل بينهم ويفضلون لغة الحوار وهو ما بدا جليا من ردود الفعل والاستنكار لهذا التصرف بل أن الأمر وصل ببعضهم للمطالبة بسحب الجائزة منه !

للمزيد..

أنا سلطان قانون الوجود .. إما أن تخاف وتركع أو تُخيف وتقتل !

ترى ما  الذى دفع هذا النجم اللامع لتصرف يعلم أن مجتمعه سينكره ؟ ما الذى أفقده صوابه لهذه الدرجة ؟

لماذا لم يتحل ويل سميث ببعض الدبلوماسية أو يلجأ لإحراج مضيف الحفل من خلال كلمته القصيرة ليعلن أمام العالم كيف أن هذه الكلمات الساخرة  أصابته وزوجته المريضة بالألم ، ربما كسب تعاطف واحترام  العالم أجمع وقتها   ولكن ويل كان قد خرج عن طوره  أو أن أحدهم دفعه دفعا لذلك.

متابع الحفل سيرى أن ويل  كان يضحك منذ دقائق فقط على كلمات روك ، ولكن زوجته لم تفعل !

كما سيرى متابع  الحفل  أن نظرات الضيق التي علت وجه جادا لم تقتصر على روك بل امتدت لتشمل زوجها أيضا فكلمات روك وضحكات زوجها يبدو أنها قد  أصابت كبريائها.

حدجت جادا زوجها بنظرة غاضبة متهمة   وذلك قبل ثوان فقط من إعلان  فوزه  بعدها نهض ويل سميث مباشرة ليصفع روك.

فما الذى حدث خلال هذه الثوان ؟

للإجابة على هذا السؤال علينا العودة لبضعة أشهر عندما أعلن سميث أنه تعرض للخيانة من قبل زوجته وأنه حزين لما حدث  ثم تبعها بإعلان أثار الجدل وقتها بأنه قد سامح زوجته ويرجو أن تستمر علاقته بها

ليس هذا فحسب بل أنه وجه اللوم لنفسه ضمنيا عن ذلك العطب الذى أصاب زواجه  محاولا إيجاد العذر لزوجته في خيانتها  ومدافعا عنها كذلك مما كان صادما حتى بالنسبة لمعايير  المجتمع  الغربي الذى لا يتمتع أفراده بقبول متساو لفكرة الخيانة الزوجية خاصة وأن من تمت خيانته هو  نجم لامع محبوب من العالم كله من امرأة لا تماثله نجومية ولا شهرة ولا قوة ….. أم أنها تفعل ؟

هل تتمتع جادا بينكيت سميث بالقوة التي تجعلها تتحكم في رجل بحجم زوجها ؟ أهي قوة الحب ؟ أم هي قوة أخرى ؟

قد لا نصدق كثيرا بأن جادا هي المرأة التي تملك قلب  ويل ومشاعره فهو بنفسه قد اعترف بخيانته لها وخيانتها له !  مما يجعلنا نفتش عن أسباب  أخرى .

انهيار ويل ودموعه في اللحظة التي تسلم بها الجائزة توحي بمروره في محنة  حقيقية ،  محنة نفسية ….دموع قابلتها نظرات باردة من عيون زوجته ! المرأة التي أفسد حفله من أجل خاطرها.

هل تم التلاعب بويل ؟ هل هو ضحية زوجته ؟

في ظني أن ويل سميث هو ضحية لعلاقة من النوع المؤذي السام  فقبوله لكل خطايا زوجته  بل وتحميل  نفسه اللوم عنها  ليست  إشارة صحية ، وفي ظني أن  ( جادا ) هي امرأة نرجسية  بإمتياز ….إنها من النوع الذى  يعلم جيدا كيف يجعل ضحيته في حالة إدمان له ، فتتقبل الإيذاء النفسي والبدني في سبيل إرضاءه وتتحمل كل ما يصدر عنه برضى يبعث على الدهشة.

إنه  إدمان عقلي من الصعب التخلص منه.

فالنرجسيد يختار ضحيته بعناية ويخطط كثيرا من أجل الإيقاع بها فهى أولا  يجب أن تكون شخصية ناجحة براقة  فلا يرضى النرجسي بشخص عادي ولا يلتفت له أبدًا  ،  فيتقدم منها بنعومة شديدة وينسج شباكه حولها  حتى تغرق تماما في عالمه ويصبح وجوده إدمانًا حقيقيا  وقد حكت لي إحدى الناجيات أن زوجها كان يضربها بعنف حتى تنزف وتنهار ليس من تأثير العنف ولكن من حاجتها له ، من حاجتها ليضمها  (هو فقط ) ويخبرها أنه قد سامحها !

كانت تشعر بألم جسدي  حقيقي يشبه أعراض الانسحاب في حالات الإدمان  !

ذلك الإدمان الذى  يجعل الضحية مستعدة دوما للذود عن النرجسي فالويل كل الويل لمن يجرؤ على التقليل منه أو إيذاءه.

إدمان يجعله قادرا على التلاعب بعقل ضحيته ومشاعرها بسهولة تجعل الضحية تلوم نفسها بسبب أخطائه هو ، فهي  في نظره  دوما لا تفعل ما يريده ولا تفهمه وتستفزه حتى  تجلب لنفسها غضبه وعقابه الذى يقصد به فقط إعادتها للقالب الذى يحبه   .

النرجسي يجيد ما نسميه ( قلب الترابيزة على رأس ضحيته ) فهو في عين نفسه العاشق البريء المحب والضحية هي من  لا تقدر قيمته وتضحياته من أجلها.

وقد قصت علي إحدى الضحايا أن خطيبها الذى تحبه حد العبادة والذى إعتاد أن يسيء معاملتها عند أقل خطأ ،  قد ضربها في إحدى نوبات  حتى أدمى ملامحها  ثم وقف ليقول لها ( ربنا يسامحك على الأذى والألم  الذى تسببينه  لي ، ربنا يعيني على تحملك وتحمل أخطائك !).

كل ما أتمناه في نهاية المقال ألا تكون شكوكي حقيقية وإنها وإن صحت فأنه  ليس فقط ويل سميث بل كل شخص قد وقع ضحية لنرجسي أن يجد القدرة على التعافي وأن يزداد  الوعي في بلادنا خاصة  بمخاطر الشخصية النرجسية و معاناة ضحاياها وألامهم.

د.عبير حسين

للمزيد..

زحمة الأيام .. مرثية جيل من شريط الكاسيت إلى التريند !!

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh