جولة “فرندة” بـ معرض الصين التجاري بالقاهرة 2022 | هبه مرجان
معرض الصين التجاري بالقاهرة 2022 يخطف الأنظار بإستراتيجيته الجديدة
بقلم: هبه مرجان
المستثمرين ورجال الأعمال في الصين لديهم مبدأ صارم لا يحيدون عنه، وهو “الوقت”
فالوقت قرائي الأعزاء بالنسبة للصينيين لا يعني المال فحسب بل هو حياتهم بأكملها
وقتهم يعني صحتهم، مشروعاتهم واستثماراتهم الجديدة، وجباتهم التي لا ينسوها أبدًا..الخ.
الحياة في الصين قد تبدو سريعة لبعض سكان العالم
إلا أن وتيرة حياة الشعب الصيني ليست سريعة على الإطلاق بل هي وتيرة محسوبة بدقة.
أتذكر منذ عامين- وتحديدًا في سبتمبر 2019 – كيف كانت تصرفات ممثلي الشركات الصينية في المعرض
وقتها كنت أرغب في حضور المعرض من أجل التقاط الصور معهم بسبب هوسي بـ الشعب الصيني
لكن بعدما راقبتهم ورأيت مدى شغفهم بعملهم، ومقابلتهم الرائعة لزوار المعرض
شعرت كما لو أن الأدوار تبدلت-من شدة اهتمامهم بزوار المعرض- وقتها فهمت معنى حسن الضيافة حتى لو كنت أنت الضيف.
للمزيد..
الكواكب بين الأصالة والرقمنة !!
لا أخفي عنكم سرًا، أنا لوهلة ظننت أني سافرت لـ الصين وأنا في قاعة المؤتمرات بمدينة نصر
ولكن هذا العام شعرت باستياء بعدما أخبرتني إدارة المعرض أن الصينيين هذا العام سيتواصلون مع المستثمرين ورجال الأعمال المصريين عبر تقنية الفيديو كونفرنس
ولكني ذهبت للمعرض رغمًا عن ذلك، وقلت لنفسي: حتى لو غابت شمسهم عن سماء القاهرة.. يكفيني أن أرواحهم تتجول في المعرض عبر شاشات الحواسب المحمولة.
ولكن دعونا نترك مشاعري الطفولية ونتحدث عن إستراتيجية المعرض الجديدة، ولماذا أؤيد تلك الإستراتيجية؟؟
إستراتيجية المعرض هذا العام هي “تجارة بلا حدود“؛ فالمعرض مع الأسف توقف لمدة عامين بعد جائحة كوفيد-19
لذا كان من الصعب على المستثمرين من الطرفين إبرام أيّ عقود تجارية خلال العامين المنصرمين
ولكن هذا العام بدأنا عصر جديد، عصر لا يرتبط بفعاليات، أو وقت محدد كل عام من أجل عقد الصفقات.
اليوم ذهبت للمعرض، وتحدثت مع ممثلين إحدى الشركات المصرية والذين أبرموا صفقة تجارية مع شركة أدوات طبية بمقاطعة جيجيانغ الصينية
وحينها أكدت د/ هدى محمود ممثلة شركة “نيو لايف” للتوكيلات التجارية أن المعدات الطبية في شركة “سينجكلين” الصينية تُعتبر من أفضل الصفقات التي أبرموها بسبب أسعارهم المناسبة مُقارنة بجودة منتجاتهم
ولكن هل تعلمون ما الشيء الذي جذب انتباهي حقًا؟؟
مبدأ “لا للاحتكار” الذي تنتهجه الشركات الصينية؛ فعلى الرغم من أن معداتهم الطبية الحديثة قد تكون هي الأولى من نوعها في السوق المصرية إلا أن الصين لم تحتكر صناعتها لبلدها، وشاركت الدول بأخر ما توصلت إليه
فاليوم فوجئت أن الصين تُشارك في المعرض بمعدات طبية تساعد على الكشف السريع عن الأمراض والأوبئة الحديثة بدقة متناهية مقارنة بالوقت الضئيل الذي تظهر فيه النتائج.
عادة تتملكني قوية خفية حينما أصل لخاتمة مقالاتي، ولكن الآن أشعر كما لو أن الكلمات تهرب مني، والسبب إما لشدة حبي لموضوع المقالة؛ فلا أجد كلمات تُعبر عن أفكاري ومشاعري أو بسبب استنزاف كل طاقتي، واليوم لأول مرة يتصادف السببين معًا
فالصين هي بلدي الثاني -بعد مصرنا الحبيبة- ولا أجد كلمات تُعبر عن حبي لها، وبسببها استنزفت كل طاقتي الإيجابية واستهلكت كل مشاعري أثناء تجولي اليوم بين صالة المعرض، الذي يقبع في مدينة نصر في حين أن كل ركن من أركانه يلمس روح بكين وشانغهاي.
للمزيد..
هبه مرجان تكتب لـ فرندة | لا تتزوج مصرية !!
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh
