جلب الحبيب أصله مصري | بقلم دينا أنورهل تعلمون أن “جلب الحبيب ” أصله مصري ؟و أن الرجال في مصر القديمة كانوا أول من قام بتلاوة التعاويذ و صناعة الأحجبة بتميمة الإله “سوبيك” و الإله “أنوبيس” و الإله “أوزوريس” لاستمالة قلوب النساء وتأجيج الأشواق في قلوبهن ومنعهن من الزواج بغيرهم “وقف الحال” ؟
هل تعلمون أيضاً أن النساء كانت تحمي نفسها من أعمال الرجال المهاويس الذين يلاحقونهن بتميمة الآلهة “باستيت” القط الفرعوني .. آلهة القوة النسائية الجبّارة و سر الأنوثة الطاغية و الرقة و الوداعة و الحنان و الشراسة ..؟!
هل تعلمون أن الدكتور “فرانكو مالتوميني “من جامعة أوديني بايطاليا ترجم تعويذة على بردية مصرية منذ الف و سبعمائة عام قبل الميلاد لجلب الحبيبة نصها كالآتي :
” أحيطك يا محبوبتي أرضاً و مياهاً من الشيطان الذي يسكنكي ، استحضر قداسة هذا المكان و روح الآلهة حتى تحترقي في حبي و يشتعل فؤادك بالرغبة في و تلتهب مشاعرك لي وحدي ، أيتها الآلهة أشعلي النيران في قلب ” فلانة” بنت ” فلانة” حتى تأتي إلي و لا تتركني ..”
كما عُثر على بردية تنتمي لعصر الدولة الحديثة مكتوبة باللغة الهيراطيقية .. لزوج فقد محبة زوجته له .. فقام بكتابة تعويذة نصها كالآتي :
“يا إلهي رع، يا إلهي آمون، اجعلها تحبني كما تحب الأم طفلها، و كما تحب الماشية عشبها، يا قلبي من أبي، يا قلبي من أمي، يا قلبي الذي خًُلِقت معي ، لا تقفن جاهداً ضدي، ادخلني في قلبها كما ادخلتها داخلك دون ان تستأذنني “
و الأخطر هي تعويذة “سربامون” .. التي عثر عليها في القرن الثالث الميلادي .. الرجل الذي كان يحترق شوقاً في حب امراة تدعى “بتولامايس” تركته و كانت تستعد للزواج من غيره .. و كانت تعتصره الغيرة من فكرة نومها في أحضان رجل غيره .. إذ كان حبه شريراً و لم يكن عذرياً أبداً ..
قام ” سربامون” بكتابة التعويذة على شفرة نحاسية.. و وضعها حول تمثال امرأة عارية يداها و قدماها مربوطتين خلف ظهرها بالأغلال ..و غرز في التمثال ثلاثة عشرة ابرة .. ثم وضعها في وعاء فخاري و دفنها في قبر شخصٍ ميت ..!!
نقل نص التعويذة المؤلف “بيير شوفان” صاحب كتاب “أواخر الوثنيين”.. و التي كان نصها :
“أعهد بهذه التعويذة إليكم يا آلهة ما تحت الأرض ،يا هرمز السفلي، يا انوبيس القادر، يا بسيريفاثا حامل مفاتيح الجحيم، ساعدوا الجني آنتينيوس ، ألا انهض من أجلي و أقصد كل مكان و كل بيت، قيّد “بتولامايس” التي ولدتها “آياس” بالأغلال و أعِدها إلي ، فلا يتمكن منها رجلٌ غيري ، و لا تُباس و لا تُلمس من رجلٍ بعدي، و لا تكون أبداً متعةً لأي رجل إلا أنا وحدي ، امنعها من الطعام و الشراب إلى أن تحضر إلي ، اسحبها من شعرها و خصرها حتى تلزمني و لا تتركني ، لتصبح ملك يميني و طوع أمري و تحبني و تشتهيني ، و تقول لي ما يدور في ضميرها ، فإن انجزت لي ذلك حررتك ..!! “
أي أن ثقافة ” جلب الحبيب” و ” وقف الحال” ثقافة ذكورية في الأصل و ليست نسائية كما هو مُشاع .. إذ أن علم النفس يؤكد أن تعلُّق الرجل بالمرأةِ التي تتركه و تذهب لرجلٍ آخر يصنع منه حاقداً أو مجنوناً و ربما مجرماً .. بعكس المرأة التي تكره الرجل الذي يتركها و يذهب لامرأةٍ أخرى و تحتقره و تبحث عن غيرِه فوراً ..
الواضح أيضاً أن مهاويس الرجال على مر التاريخ لم يشغلهم في الأنثى سوى هوسهم بها جنسياً .. لدرجة ألا يُمانعوا أن تأتي لهم المرأة خاضعة مقيّدة مسلوبة الإرادة بلا وعي و بلا مشاعر حقيقية .. الأهم ألا يتمتع بجسدها رجلٌ آخر غيره .. و هو ما يدل على أن أكذوبة كمال عقل الرجل خُرافة .. إذ أن ولعه بامرأة واحدة من الممكن أن يقوده لعدم الاتزان النفسي و التصرفات غير المنطقية و الاجرامية ..!!
لذلك .. كانت النساء تخاف أعمال وقف الحال و سلب الإرادة و جلب الحبيب التي يضعها لهم الرجال المهوسون بهن في المقابر و يدفنونها على اعتاب مزارات القبور .. و من هنا بدأت عادة أن ذهاب النساء للمقابر غير مستحب ..
و كانت تميمة الآلهة ” باستيت” و الآلهة “ايزيس” و مفتاح “عنخ” و عين “حورس” هي تعاويذ النساء المضادة لإبطال الأعمال التي تستهدف حقوقهن في اختيار شريك الحياة ..!!
قلِّدن جداتكن و ارتدين تميمة الآلهة “باستيت” .. لعل وقوعكن في محبة أشخاص لا يستحقون الحب هو نتاج تلك التعاويذ التي ألقاها الرجال المخابيل على مر العصور في الأرض لسلب إرادة النساء و إخضاعهن و جلبهن مقيدات بلا وعي ..
ربما لهذا السبب النساء يُكمِلن في علاقات مؤذية و سامة بلا حول و لا قوّة.. و يتصوّرن الحياة بعيداً عن رجالهم المؤذيين جحيم ..
صحيح أنني أؤمن بالعلم و الطب فقط .. و لا اعترف بأي خرافات أو دجل .. و لكن عند أجدادي قدماء المصريين .. ليس هناك شيئٌ صدفة أبداً.