تجاوز مخاوفك لـ الأديبة السورية لُجين حاطوم

تجاوز مخاوفك لـ الأديبة السورية لُجين حاطوم
تجاوز مخاوفك لـ الأديبة السورية لُجين حاطوم
لِتَتَجاوز مَخاوِفَكَ واجهها!
لِتَتَجاوز الحُزنَ ابكِ!
لِتَتَجاوز الذّكرياتَ سمّم دِماغَك!
أمّا لِتَجاوُزِ عَينيكَ فـَأَحضُنُكَ
فَـأُصبِحُ هَارِبَةً من مَأساةِ عَينيكَ إِلى مَأساتِكَ كَكُلّ!!!
فـَكيفَ أَمضي؟
كَيفَ أَمضي وأَنا كُلّي تَعلّقاً؟
أَوَلَيسَ مَقتَلُ الانسانِ نَفسَهُ؟
بَل مَقتَلُ الانسانِ انسانٌ
انسانٌ وعَينَينِ وَضحكة
فـَما مُدّةُ غَرابَةِ قَلَقِ وأَرَقِ انسانٍ لِرؤيةِ ضحكةِ شَخصٍ ما؟!
أَو دَعنا نَقولُ العَيش عَلى قيدِ أنفاسِ شَخصٍ ما!!
غُرَباءٌ، غُرَباءٌ، غُرَباء!!!
نَحنُ غُرباءُ القَلبِ والعَقلِ والمَشاعِرِ، نَقتُلُ أَنفُسَنا بِأَنفُسِنا
إِذاً عُدنا إِلى ذاتِ الجَواب:
في النّهايةِ كُلّنا أَموات، لا يُهمّ سَبَبُ المَوتِ، فـَالقَلبُ بِكُلّ الأَحوالِ سَينزِفُ دُموعاً..
ها أَنا مُجدّداً..
عُدتُ إِلى نَفسِ العَجَزِ عَن تَرتيبِ ثَمانيَةٍ وعِشرينَ حَرفَاً
فهَل الكِتابَةُ أَيضَاً هَجَرَتني؟!، هَل أَصبَحتُ إنساناً أَيضَاً؟!
أُلَملِمُ أَحرُفَ الهِجاءِ، أُلَملِمُها إِلى قَلبي،
فـَالحَياةُ بِدونِ حُضنٍ صَعبة..
أَيُمكِنُ لِبَعضِ الأَحرُفِ احتِوائي الآن؟!، أَو أَيُمكِنُكَ احتِوائي بَعدَ هجراني لكَ؟!
لَقَد كانَت أيّاماً مُثقَلَةً بالأَلَمِ والدُّموعِ..
وها قَد عُدتُ مَع دُموعيَ اليَوم، وكَعادَتي أَعودُ مَكسورَةً مُحطّمة..
مَكسورةً مُحطّمة أدّعي القوّة!!
فَماذا أَقولُ يا أُمّي؟!
لَقَد جاءَت ابنتُكِ العَاصيَةُ لكِ، تُراكِ ستَحتَضِنينَني؟!!
احتَضِنيني، أُقسِمُ هَذِه المرّة عَلى البَقاءِ، فَالحَياةُ في الخَارِجِ مؤلِمَةٌ قاسية..
هَل سَتُرمّمينَني كَما كُنتِ تفعَلين دَومَاً؟!
لَقَد كُنتُ سَماءً صافيَةً لناسٍ لا تَنظُرُ لِلأَعلى يا أُمّي،
مُنذُ رَحيليَ عَنكِ والجَميعُ مُنطَفِئ
البَيتُ، الكِتابُ، عَينايَ، كَما أَنا..
فَهَل تُراهُ مُرّحَبٌ بي؟!

لُجين حاطوم

 

للمزيد..

من اكتشاف الشهوة لـ برهان العسل.. سير ذاتية في روايات جنسية

صفحتنا الرسمية توأم الشعلة بالعربي

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

 

 الأديبة السورية لُجين حاطوم
تجاوز مخاوفك لـ الأديبة السورية لُجين حاطوم
شارك المقالة