بيت الكريتلية: شاهد على تاريخ القاهرة العريق
في قلب القاهرة التاريخية، بحي السيدة زينب العريق، يقف شامخًا بيت الكريتلية، شاهداً على عصورٍ مضت وأحداثٍ كثيرة شهدتها المدينة. هذا المنزل الفريد، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1540 على يد صاحبه الأول المعلم عبد القادر الحداد، يروي قصةً طويلةً وممتعة عن تاريخ القاهرة وحضارتها.
تاريخ البيت:
- التأسيس: تم بناء البيت في القرن السادس عشر الميلادي، أي قبل حوالي 483 عامًا. وقد أُطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى إحدى السيدات اللواتي سكنته وكانت من جزيرة كريت.
- التوسعة والتجديد: مرّ البيت بتوسعات وتجديدات عديدة على مر العصور، مما أضاف إليه المزيد من الروعة والجمال.
- تحويله إلى متحف: في منتصف القرن العشرين، تم تحويل بيت الكريتلية إلى متحف جاير أندرسون، وذلك بعد أن قام جامع التحف البريطاني جاير أندرسون بشرائه وتأثيثه بمجموعته الغنية من القطع الأثرية.
مكونات البيت:
يتكون بيت الكريتلية من عدة أقسام، منها:
- السرداب: وهو الجزء السفلي من المنزل، وكان يستخدم قديماً لتخزين المؤن والمياه.
- الأروقة: وهي ممرات مغطاة تتوزع حول فناء المنزل، وتعتبر من العناصر المعمارية المميزة للمنازل القديمة.
- الحمام: وهو عبارة عن غرفة كبيرة تحتوي على حوض كبير للاستحمام، وتزين جدرانه وزخارفه بنقوش إسلامية رائعة.
- السقوف: تتميز سقوف البيت بالزخارف الخشبية المعقّدة، والتي تعتبر تحفة فنية من نوعها.
أهمية البيت:
يعتبر بيت الكريتلية من أهم المعالم الأثرية في القاهرة، وذلك لعدة أسباب:
- القيمة التاريخية: يعكس البيت تاريخ القاهرة على مدى قرون عديدة، ويعتبر شاهداً على التطور المعماري والاجتماعي للمدينة.
- القيمة الفنية: تزين جدران البيت وزخارفه بنقوش إسلامية رائعة، مما يجعله تحفة فنية فريدة من نوعها.
- القيمة الثقافية: يعتبر البيت متحفًا مفتوحًا يعرض مجموعة كبيرة من القطع الأثرية التي تعكس تاريخ مصر وحضارتها.
بيت الكريتلية هو أكثر من مجرد منزل قديم، فهو قصة حية تحكي عن تاريخ القاهرة وتراثها. إنه مكان يستحق الزيارة والاكتشاف، حيث يمكن للزائر أن يستمتع بجمال العمارة الإسلامية ويستكشف تاريخ المدينة العريقة.