ياسين التهامي في الأوبرا | أَشكو إِلى اللَهِ قَلباً لا قَرارَ لَهُ، قامَت قِيامَتُهُ وَالناسُ أَحياءُ.
أعدها للنشر الشاعر عمرو فرج لطيف
تفاصيل حفل عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامي في الأوبرا المصرية
التهامي يُقِيمُ لَيلَ الأوبرا وَيُقْعِدُه بِرَوائعِ الشعرِ الروحي.
من داخل أروقة الكيان الثقافي الأول في مصر ( دار الأوبرا المصرية)
أطلَّ علينا عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامي فى سهرةٍ رمضانيةٍ روحانيةٍ فريدةٍ
من بعد طول غياب بسبب أحداث (كورونا)..
وَمِن بينِ شُقوقِ الغياب أعادَنا التهامي مَرَّةً أخرى، وأَنبتَنا في أرضِ الجمالِ نباتاً، لِيعبرَ بنا إلى ضفةٍ لن نراها إلَّا معهُ وعلى يديهِ. يقتربُ بأنفاسهِ الزاكيات، يهمسُ بِكُلِّ شغفِ الودِّ في مسمعِ هواجسنا فَتحملنا نسماتُ حنينهِ إلى حيثُ بحرٍ من المشاعرِ قد تلاطم بموجِ الدمعِ ساحِلُهُ، ويغمرنا بأحاسيسٍ متداخلةٍ في موجات التأمُلِ الساكن بالتحريكِ في كونِ الغيابِ، والصبرِ الوارفِ في ساحاتِ الحبِّ الغيرِ مشروط والغيرِ معهود في دنيا الوصلِ على مجرَّاتِ الخيال.
والمستمع لهذه الليلة سيلمح أن التهامي عبارة عن مكتبة ثقافية إبداعية متنقلة فهو يحوي الكثير والكثير من روائع الشعر العربي منتقلاً من أقصاه إلى أقصاه فتارةً تراه يتغنَّي من أشعار السادة الأعلام ومن ثم يغمسها بقصائد شعراء من العصر الحديث من أكثر من دولة فهو فى هذه الليلة قد أنشد عشر قصائد بمنتهى الكريشندو الإبداعي وبمنتهى الإرتجال الموسيقى المُنظَّم
سلطان المحبين ( عبد الكريم الجيلي)
شهيد الحق ( الحسين بن منصور الحلَّاج)
(الشريف الرضي)
الإمام (عليّ بن أبي طالب)
الشاعر الكويتي (طلال الخضر)
الشاعر السعودي ( فواز اللعبون)
الشاعر المصري (د.عمرو فرج لطيف)
للمزيد..
أصبحنا عرايا والذنوب ثياب .. ياسين التهامي يشدو في الأوبرا
وقد إبتدء عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامي جولته الروحانية في فضاء وفيوضات الجمال
من حيث قصيدة (النادرات العينية) لـ (سلطان المحبين عبد الكريم الجيلي)
فاسجد كي أفنى وأفنى عن الفنا
وأسجد أخرى والمتيم و الع.
وقلبي مذ أبقاه حسنك عنده
تحياته منكم إليكم تسارع.
صيامي هو الإمساك عن رؤية السوي
وفطري أنى نحو وجهك راكع.
وبذلي نفسي في هواك صبابة
زكاة جمال منك في القلب ساطع.
أرى مزج قلبي مع وجودي جنابة
فماء طهورى أنت والغير مائع.
أيا كعبة الآمال وجهك حجتي
وعمرة نسُكى أنى فيك والع.
وتلبيتي أنّي أذلّل مهجتي
لما منك في ذاتي من الحسن لامع.
كأنّ صفات منك تدعو إلى العلا
لذاتي ، فلبّت ، فاستبانت شواسع.
فتركي لطيبي والنّكاح فإنّ ذا
صفاتي ، وذا ذاتي ، فهنّ موانع.
وإعفاء حلق الرّأس ترك رياسة
فشرط الهوى أنّ المتيّم خاضع.
إذا ترك الحجّاج تقليم ظفرهم
تركت من الأفعال ما أنا صانع.
وقام بِزّجِّ بيت من روائع الشعر الحديث
للشاعر الكويتي (طلال الخضر) من قصيدتة (صلاة الحب)
أُصلّي صــلاة الحبّ وحدي جماعـــةً،
تصُفُّ عــيوني والفـــؤاد إمـــام.
ليعود بعدها يهدهد الألباب ويطرب الأرواح
بقصيدة (للعلم أهلٌ) لـ (الحلَّاج)
لِلعِلمِ أَهلٌ وَلِلإيمانِ تَرتيبُ
وَلِلعُلومِ وَأَهليها تَجاريبُ..
وَالعِلمُ عِلمانِ مَطبوعٌ وَمُكتَسَبُ
وَالبَحرُ بِحرانِ مَركوبٌ وَمَرهوبُ..
وَالدَهرُ يَومانِ مَذمومٌ وَمُمتَدَحٌ
وَالناسُ اِثنانِ مَمنوحٌ وَمَسلوبُ..
فَاِسمَع بِقَلبِكَ ما يَأتيكَ عَن ثقَةٍ
وَاِنظُر بِفَهمِكَ فَالتَمييزُ مَوهوبُ..
إِنّي اِرتَقَيتُ إِلى طَودٍ بِلا قَدَمٍ
لَهُ مراقٍ عَلى غَيري مَصاعيبُ..
وَخُضتُ بَحراً وَلَم يَرسُب بِهِ قَدَمي
خاضَتهُ روحي وَقَلبي مِنهُ مَرعوبُ..
حَصباؤُهُ جَوهَرٌ لَم تَدنُ مِنهُ يَدٌ
لَكَنَّهُ بِيَدِ الأَفهامِ مَنهوبُ..
شَرِبتُ مِن مائِهِ رِيّاً بِغَيرِ فَمٍ
وَالماءُ قَد كانَ بِالأَفواهِ مَشروبُ..
لِأَنَّ روحي قَديماً فيه قَد عَطِشَت
وَالجِسمُ ما مَسَّهُ مِن قَبلُ تَركيبُ..
إِنّي يَتيمٌ وَلي آب أَلوذُ بِهِ
قَلبي لِغَيبَتِهِ ما عِشتُ مَكروبُ..
أَعمى بَصيرٌ وَإِني أَبلَهٌ فَطِنٌ
وَلي كَلامٌ إِذا ما شِئتُ مَقلوبُ..
وَفِتيَةٍ عَرَفوا ما قَد عَرَفتُ فَهُم صَحب
وَمَن يَحظَ بِالخَيراتِ مَصحوبُ..
ومن ثمَّ بدأ يتنقل باسلوب راقي ومتفرِّد لبعض الخواطر التهامية فقال:
من لم يطربة العود وأوتاره
(من لم يهدهده القرآن وتبيانه)
والربيع وازهارة
والقمر وانواره
والجمال واسراره
فهو فاسد المزاج وليس له علاج
وبعدها بعث رسالة للجميع بضرورة الإلتفاف حول الوطن :
من لم تجد فى قلبة حب الخير لوطنه فصلِّى عليه صلاة الميت قبل وفاته
ليعود مادحاً الشعر بعبارات راقية ويقول عنه:
حلية الأهداب ونزهة الألباب وزينة الآداب
ومبعث النفس وداعيا للفضائل
تتعشقة الآذهان قبل الآذان
سفير العقل اذا خاطب العقل
سفير النفس اذا خاطب النفس
ولا خير فى سفير دون مبين
ليعرِّج بنا نحو آل البيت،
بقصيدة (أهل الوداد) من كلمات ( د. عمرو فرج لطيف)
حاشا لقلبي أن يكون مُجَاهِراً،
بالحُبِّ إلاَّ في هواكم عِتْرَتِي..
جسمي تلظَّى في الغرامِ بِفَضْلِكُم،
والعينُ مالت كُلُّها لأحبَّتي..
والروحُ من راحِ الأنينِ مَطِيَّةٌ،
للوجدِ راحت كُلُّها في غَيْبةِ..
إنِّي يتيمٌ في الهوى مُتَيتِّمٌ،
قد ملَّني حالي وساءت حالتي..
إنِّي مُطيعٌ في الغرامِ مُسالمٌ؛
أرجو قَبولاً فاقبلوني سَادَتي..
أعمى بصيرٌ لا يُريدُ فِراقَكُم؛
يا حُسن صبري في جلاء بصيرتي..
يا أهل ودِّي والودادُ بِكَفِّكُم؛
واللهِ فيكم بل إليكم رغبتي..
ويرفع الحالة الروحانية إلى قمتها
ببيت شعر من أشعار (الشريف الرضي)
أَشكو إِلى اللَهِ قَلباً لا قَرارَ لَهُ،
قامَت قِيامَتُهُ وَالناسُ أَحياءُ.
ليعاود المزج بمنتهى الحرفية والإتقان وبكامل التجلِّي ،
من أشعار (الحلاج)
الله يعلم أن الروح قد تلفت،
شوقاً اليك ولكنِّي أمنِّيها..
وَنَظرةٌ مِنكَ يا سُؤلي وَيا أَمَلي،
أَشهى إِلَيَّ مِنَ الدُنيا وَما فيها..
نَفسُ المُحِبِّ عَلى الآلامِ صابِرَةٌ،
لَعَلَّ مُسقِمَها يَوماً يُداويها..
وبعدها يُغيِّب الجميع فى حاله من السُكْرِ بأشعار
الشاعر السعودى (فواز اللعبون)
وصحبةٍ أحسنَتْ بي ظنَّها كَرَماً،
وألبَسَتْني من الإحسانِ تيجانا..
يُبْدُونَ للناسِ ما يدرونَ مِن حَسَبي،
ويَسترونَ عن الأنظارِ ما شانا ..
إن المُحِبَّ إذا طابتْ شمائلُهُ،
أبدَى المحاسنَ أشكالاً وألوانا..
لا يُبْصِرُ العيبَ في محبوبِهِ أبداً،
ولو توهَّمَ عيباً جادَ كتمانا..ليعاود البوح من كلمات ( الإمام على بن أبى طالب)
إِلَهي أَنتَ ذو فَضلٍ وَمنِّ،
وَإِنّي ذو خَطايا فَاِعفُ عَنّي..
وَظَنّي فيكَ يا رَبّي جَميلٌ،
فَحَقِّق يا إِلَهي حُسنَ ظَنّي..
ويضيف هذا الجزء:
ورجعتُ إلى باب الكريم أرجو،
عطاياهُ التى من غير منِّ..
كريمٌ شأنه ستر الخطايا،
وشأني أن يكون الذنب منِّي..
ويختم سهرتة بايقاع راقي
وقصيدة ( طلع البدر علينا )
طلع الـبدر عليـنا ***مـن ثنيـات الوداع
وجب الشكـر عليـنا ***مـا دعــــا لله داع
أيها المبعوث فينا*** جئت بالأمر المطـاع
جئت شرفت المديـنة*** مرحباً يـا خير داع
والمتأمل فى حال الليلة سيلحظ التالي:
1- الحضور الكثيف، فالمسرح ممتلىء إلى آخره ويجمع ثقافات متعدِّدة من كل الأطياف.
2- حالة التجلِّي والروحانية المعهودة واللامحدودة لعميد المنشدين وانغماسه فى صلب المبني بكل روحانيات المعني واهتمامه بما يسمي الشعر الموثَّق أي ما يستند على دليلٍ من كتابٍ أو سُنَّة.
3- حضور ثلاث ثقافات مختلفة من الجمهور فهناك المثقف الروحاني والمتمثل فى الإنسان البسيط والذى لا يكاد يفهم معنى الكلمات ولكنه ينغمس بروحانياته وتراه ينتشي طرباً من روعة اللحن وأسر العبارة، وهُناك المثقف العلمي من أصحاب الشهادت العُليا وهناك المثقف العلمي والروحاني والذي يعي المعني ويطرب من تنويعات المبني.
4- عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامي مكتبة ثقافية ابداعيِّة متنقلة يحوي كنوز الشعر والأدب
5- عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامي قد أجاد بشكل راقي وغير معهود وبرغم الغياب فى روعة الإنشاد بمنتهي اللإؤتجال الإبداعي المُنَظَّم.
6- هذه الليلة روحانية بامتياز، ثقافية بتفرِّد جمعت روائع الشعر وعلى اثير صوت ملهم وراقي ومتألق وهو عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامي.
للمزيد..