مجلة الكواكب بين الأصالة والرقمنة
بقلم: هبه مرجان
هل تعلمون لماذا يهتم الرئيس بالشباب؟؟ لأنه يعلم يقينًا أن الشباب قادرون بعقليتهم على ضخ دماء جديدة وأفكار إبداعية في مجالات الحياة المختلفة بدءًا بالاستثمار حتى المشاكل البسيطة التي تواجه المجتمع المصري.
وحديثي معكم اليوم قرائي الأعزاء يدور حول أهمية وجود دماء جديدة في كل مؤسسة من أجل تحقيق “التوازن”؛ فمن وجهة نظري الأصالة والعراقة لا يجب أن تندثر أبدًا تحت أطلال الماضي بحجة الحفاظ على أجواء النوستالجيا؛
لأن تذكر الماضي والتمتع بسحره لا يعني شعورنا بالحنين فحسب بل هو محاولة بسيطة منا لاستحضار تلك الأجواء الرائعة، والقيم الجميلة مجددًا، وتذكُر هؤلاء العباقرة الذين سطروا بحياتهم تاريخ عظيم.
هل علمتم عمّ يدور حديثي؟؟
عن مجلة الكواكب التي أمتعتنا على مدار 90 عامًا، ولا زالت أغلفتها تُعبر عن عباقرة وأباطرة زمن الفن الجميل، أعلم أن عمري لا يُسعفني للتحدث عن مدى أهمية مجلة الكواكب بالنسبة لجيل أبائي وأجدادي إلا أن اسم “الكواكب” كان من أهم أسماء المجلات التي درستها في سنوات دراستي للإعلام والصحافة
ولكن هل يستطيع التاريخ العظيم والاسم المحفور بالذهب إنقاذ الكواكب الآن أم أن الأمور تحتاج لعقلية جديدة، عقلية تحافظ على رائحة الماضي وفي نفس الوقت تواكب الحاضر ومتطلباته؟!!
دعوني أسرد لكم قصة ” ماركوس شيردن “، مدير شركة “River Pools” كانت شركة شيردن على حافة الإفلاس، وكانت ظروفها مُشابهه لـ مجلة الكواكب من حيث ماركة الشركة وشهرتها.. الخ،
وعلى الرغم من ضغط المحللين الاقتصاديين، والمستثمرين على شيردن بضرورة إغلاق الشركة لتجنب مزيدًا من الخسائر إلا أن شيردن أصرّ على تفادي الأزمة
وقرر إنشاء مدونة على الانترنت، وأمر كل خبراء شركته بتجميع أسئلة عملاء الشركة والإجابة عنها في مقالات يتم نشرها بالمدونة مرتين كل أسبوع
وبالفعل بعد مرور 6 شهور من إنشاء المدونة تجاوزت الشركة كبوتها
وجذبت عملاء من خارج أمريكا، والآن شركة شيردن من أهم شركات حمامات السباحة بالألياف الزجاجية، وعندما سألوا شيردن عن سر نجاح الشركة وكيف أنقذها من حافة الجرف أجاب:
في الوقت الذي توقفنا فيه عن قول نحن نصمم، ونركب حمامات سباحة بالألياف الزجاجية، وبدأنا نقول نحن أفضل من يعرف كيف نصمم حمامات السباحة بالألياف الزجاجية ونستطيع تركيبها أيضًا، في تلك اللحظة نهضنا بالشركة من جديد”.
هل ربطتم الخيوط معي؟؟
قصة شيردن خطرت على بالي في اللحظة التي سمعت فيها خبر أزمة مجلة الكواكب، وقتها تأكدت أن التطور الرقمي لم ولن يؤذي الماضي، ولن يمحو التاريخ كما يظن البعض خطًأ، ولكن بالعكس تمامًا قد ينقذ الحاضر الماضي، ويعيد إليه بريقه مجددًا.
قبل كتابة مقالة اليوم بحثت عن موقع مجلة الكواكب على الانترنت، ولكن مع الأسف لم أجد أيّ موقع إلكتروني لها، ولهذا السبب قررت أن أكتب لكم اليوم، وأخبركم بما أن عامي هذا يشهد على متابعتي لأخر ما وصل إليه العالم في مجالي “كتابة المحتوى”، و”التسويق بالمحتوى”.
إذا أردتم رأيي المتواضع بشأن كيفية إنقاذ مجلة الكواكب سأخبركم أن أول شيء يجب فعله هو إنشاء موقع إلكتروني خاص بالمجلة، ويجب أن يتضمن الموقع أرشيف إلكتروني لكل أعداد المجلة منذ بدايتها بنسخة “Pdf“
ويبدأ الموقع في الاستعانة بخبراء كتابة المحتوى، ووضع إستراتيجية التسويق بالمحتوى من أجل ارتفاع زوار الموقع، ويجب أن تقوم المجلة بلقاءات حصرية مع نجوم الفن حاليًا
وإنشاء قناة على اليوتيوب بمقاطع فيديو تتحدث عن لقاءات الفنانين الحصرية في الماضي، وكيف كانت حياتهم.
مجلة الكواكب بحاجة ماسة لربط الماضي بالحاضر، وقبل هذا وذاك يجب أن تتولى مسئولية إعلام الجيل الجديد بالروائع التي تركها لهم نجوم زمن الفن الجميل.
جريدة الأهرام والأخبار والجمهورية ليسوا فقط جرائد قومية هم بشر مثلنا، ولكن الفرق الوحيد بيننا هو عمرهم المديد، هؤلاء شهدوا على تاريخ مصر، على نكساته وثوراته وانتصاراته
ومجلة الكواكب مثلهم كانت علامة فارقة في تاريخ الفن المصري، ولكي يستمر الماضي يجب أن يقف الحاضر في صفه، يدعمه ويعطه دفعة سواء كانت تلك الدفعة عبارة عن أفكار مبتكرة أو طرق تسويق حديثة أو حتى ثورة تكنولوجية.
لا تخافوا على الماضي وعراقته من جنون الحاضر؛ فالحاضر والمستقبل وقفوا على أساسات الماضي ولازالوا يستمدوا منه القوة ليصلوا به لغدٍ أفضل.
للمزيد..
الفنانة التونسية رحاب بحيري .. فنانة ترسم على الخزف والأواني “الهروب للرسم”!!
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh