بيت القبطية أشرف العشماوى
بيت القبطية لـ أشرف عشماوي.. نحنُ في متاهة وطُرق الخلاص تشابهت علينا
لتحميل رواية بيت القبطية لـ أشرف عشماوي بصيغة pdf
مكتبة فرندة رواية بيت القبطية لـ أشرف عشماوي
“لا يكاد يمرُ أسبوع تقريباً إلا ويسقط قتيل أو يُقلع زرع، أحياناً تُسمم ماشية أو تُحرق دار ودائماً الفاعل مجهول، لا أعرف الحقيقة أبداً، الشرطة في قرية الطايعة باتت مُقتنعة بأن المساواة في الظلم عدل، والأهالي يتسابقون لتقديم البلاغات في جيرانهم بالمركز، ثم يعدلون عن اتهامهم أمامي أو أمام القاضي بالمحكمة، من المُمكن أن أقضي بقية عُمري هنا لأحصي المساوئ ولا أحصيها، دخلتُ في متاهة كبيرة باحثاً عن العدل والحقيقة، شعرت أني أتلاشى بالتدريج، لا أريد التحول لمسخ يُطيع بلا عقل، ولم استطع الاستمرار”.
تدور أحداث الرواية في قرية (الطايعة/التايهة) في زمن حُكم حُسني مُبارك.. القرية التي تشربت دماء المسلمين والمسيحين سوياً لتفوح رائحة الفتنة الطائفية في كل ضواحيها وبكل بساطة هي قرية شعارها أما أنت تعيش أو أنا أعيش، وتلك كانت القضية الشائكة التي تناولها الكاتب..
الكاتب رسم الشخصيات بطريقة تجعلك تشعر بها وتتفاعل معها كُلياً..
المُحقق القضائي “نادر فايز كمال” يجد نفسه منقولاً إلى هذه القرية ليُتابع قضاياها.. ورُبما كانت هذه التجربة أقسى ما مر به في حياته كُلها فكما تعرف الدم هُنا في الطايعة يُراق أكثر من زرع البصل! ولكنك قد تُحاسب على زرعك للبصل ولا تُحاسب على قتلك للعشرات، دخل في دائرة من الشك في جدوى وجود العدل وجدوى وجوده من الأساس! فما فائدته؟
وهل فعلاً يخدم القانون المجتمع؟ أم السياسة؟ وأين العدل في كُل هذا؟ العدل الذي بفطرته يُريد تحقيقه ولا يُريد غيره.. العدل الذي لو طُبق لما حدثت العديد من المجازر ولما أهدرت العديد من الدماء التي لا تُستحق أن تُهدر، ألا بُد أن تظل هُناك فتنة طائفية ليكون للسياسة دور فعال في حياتنا؟ أم أن كُل ذلك مُجرد إلهاء كبير عن ألعاب وخفايا أخرى تدور ولكننا لا نستطيع أن نراها من كثرة الدماء المُحيطة بنا؟
يُقابل “رمسيس” وهو حاجب الإستراحة ولكنه شخصية مُريبة تشعر بأنه مُحرك الأمور كُلها ويعلم كُل شئ ويتواجد في كُل مكان.
وبينما كانت “هُدى” تفر من ماضيها إلى مُستقبل غامض لا ملامح له.. شخصية تعتقد أنها بسيطة التكوين ولكن تفكيرها أعقد مما يبدو.. قد تكون سيدة بسيطة تحلم فقط بأن تُحب وتتزوج شخصاً يُحبها لا يُعاملها كآلة إنجاب كـ”خضر” ولكن يُعاملها كـ”زوجة” كـ”رزق” الذي كان رزقاً على حياتها البائسة، تقع تحت يدي “رمسيس” الذي سُرعان ما رتب لها زيجة سعيدة بـ”رزق”..
فهل سيُشرق مُستقبل “هدى” على حياتها؟ أم أنها مُجرد سعادة لتعرف طعمها فقط !
لتدور الأحداث التي يكون مركزها الثُلاثي ونفهم ما يدور في الطايعة من نقل ملكية الأراضي وتقاتل المُسلمين والمسيحين على كُل شبر في البلد ودور “رمسيس” الشيطاني في نقل الملكيات ببراعة، تلك الملكيات المُسجلة في ذلك الدفتر المُتزين بحرف الـ”ز” الدفتر الذي كان دليلاً عليه.
وبكل أسف تجد القرية مُضرجة بالنيران، لقد وصف الكاتب الأحداث في مرة بأنها معركة وقد كانت فعلاً أنها معركة في قرية بين مُسلمين ومسيحين معركة لا يوجد تعادل فيها، اما أنا أو أنت !
رواية مزدحمة بالأحداث رغم صغر حجمها وبدون بطء ف السرد او تسرع
ختاماً..
أصبح (أشرف العشماوي) بكل تأكيد من كُتابي المُفضلين الذي سأحرص أن أقرأ كُل كُتبه السابقة وأنتظر أعماله القادمة بشغف.. لأنه يكتب بحرية وبمنطقية وعن مواضيع شائكة، ومُختلفة وجذابة بسرد ذكي وجيد.
التقييم:⭐⭐⭐⭐⭐
اقتباسات:
– فكلنا نولد أبرياء براءة لا تلبث أن تتخلى عنَّا عاجلًا أم اجلًا، طالما نعيش بين فكى مجتمع مزيف، لا يشبع من التهام الأنقياء وتشويه الأسوياء، ولا يسأم أبدًا من اجتذاب مزيد من الضحايا كل يوم.
– لم أعد أرى أقباطاً ومُسلمين، رأيت مهووسين مُتعصبين من الجانبين، يعيشون في جحيم طوال حياتهم، ليُثبتوا لتابعيهم أن الآخرين لن يدخلوا الجنة في الآخرة
– أؤمن دائماً بالإشارات والعلامات، فنحنُ في متاهة، وطُرق الخلاص تشابهت علينا، والعلمات منحة لا تُرد لنهتدي
أسماء ابراهيم
للمزيد..
بيت القبطية لـ أشرف العشماوي | حَاكموا هدى لأنها أرادت الحياة pdf
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh