الوقت | هل أنا كبرت حقاً أم أن العالم خدعني؟ بصوت هبه مرجان

الوقت | هل أنا كبرت حقاً أم أن العالم خدعني؟ بصوت هبه مرجان

الوقت

الوقت من أكثر الأشياء غرابة في حياة البشر لا أعتقد أن العلماء أو الفلاسفة استطاعوا وصفه

أو حتى التعبير عنه بأبسط أو حتى أعقد المصطلحات، اليوم قررت مراجعة قصة اللغة الإنجليزية

للصف الثالث الثانوي مع أصدقائي وأقاربي قبل امتحان الإنجلش غدا

بحثت يا تري أي قصة درست في ثالثة ثانوي، هل هي قصة سبايدر (العنكبوت المميت

بخطين سميكين بالأصفر علي ظهره) أم “ماسك أوف جولد” (قصة اكتشاف المقبرة من

خلال جهاز يرسل موجات من خلال الحائط للكشف عن ما وراء الجدران) ؛لكن اكتشفت

إنها لم تكن هذا أو ذاك أنها قصة جديدة تماما ،قصة “سجين زندا”،وقتها شعرت بأني كنت

في غيبوبة وعندما استيقظت وجدت عالم أخر غير العالم الذي أعتدت عليه ،كيف حقاً لا يتغير

العالم وقد مر أكثر من 12 عام منذ كنت في الثانوية العامة ،فجاءه انتابني شعور أنه يتوجب

علي التنحي للجيل الجديد، استياء شديد أصابني لماذا مرت كل تلك السنون، هل أنا كبرت حقاً

أم أن العالم خدعني بعد أن أقنعني أن الحياة في ثانوي والجامعة عبارة عن دراسة ومكتبة

وعمل لا غير ،بالنظر إلي ما حدث لقد خدعت بالفعل، فحينما أنظر لحياتي منذ ابتدائي وحتى

تخرجي لا أجد فيها أي أكشن سوي وجودي في مستشفي العباسية من أجل تحقيق الإدمان

ومغامراتي أثناء ثورة يناير لإنهاء مشروع التخرج، سأخبركم عن تلك المغامرات المتهورة لاحقاً

لكن الآن أريد أن أندب حظي وأكتئب وأتساءل بحسرة لماذا لم أخذ الثانوية العامة كما فعل سلطان

في العيال كبرت، أسقط 3 سنين كل سنة وأتخرج من الجامعة وأنا علي المعاش.

 

أتدرون لما أحدثكم اليوم عن الوقت ؟!! بسبب ظاهرة الطائرات الورقية التي انتشرت في مصر مؤخراً

 

في البداية لاحظت أن هناك طائرتان ورقيتان يطيران في السماء لدرجة أني أخبرت أمي

“يا ماما دي مش طيارة في السماء دي بتلمع، دي كائنات فضائية، والله في حاجة غريبة

في السماء مفيش نجوم بتتحرك كده”، طبعا ماما وقتها فوضت أمرها لله وقالت بنتي أتجننت

وقلبت علي فيلم عائلة زيزي”مصيبتين تلاته كتير عليا”.. استمرت ظاهرة الطائرات الورقية

في الانتشار أكثر من ظاهرة الطلاق ففي البداية كانوا طائرتين فقط لكن بالأمس قبل الغروب

مباشرة كان المشهد رائع .. السماء كانت تعج بالطائرات الورقية الملونة بجانب الهلال

الصغير لذو القعدة، اكتشفت وقتها أن حظر التجول لم يمنع أحد من الحرية و حتى إذا

سجن البشر بين أربع جدران سيجدون لأنفسهم عاجلاً أو أجلاً مخرج ،لأن البشر قد يساومون علي أي شيء إلا حريتهم  لهذا جاءت هواية صنع الطائرات الورقية وإطلاقها عنان السماء كبديل نفسي

عن كبت حرية تجولهم و لذلك أدركت أن الطائرات الورقية لم تعد هواية ترفيهية قديمة

عاد البشر لممارستها بعد أن اختفت سبل الترفيه الأخرى؛ لكنها عبارة عن أداة في يد

الوقت من خلالها يستطيع تمرير ساعاته وأيامه دون أن يشعر بنو البشر بمروره .

الآن أتدرون كيف انتبهت لظاهرة الطائرات الورقية تلك؟!! بسبب خيانة أمي لي فهي

تعلم يقيناً أني من الممكن أن أتبرع بكليتي لآي شخص؛لكن أجنداتي وأقلامي خط أحمر

لا يمكن المساس بهم إلا أنها خدعتني واستغلت فترة نومي وأعطت أخي الصغير أقلامي

الماركر والألوان وأقلام البورد لتلوين طائرته الورقية الجديدة ، أسوأ شيء أن تأتيك

الخيانة من أقرب المقربين.

لكن سواء كان الأمر يتعلق بتغير قصة ثالثة ثانوي أو انتشار الطائرات الورقية فالنتيجة

في الأخر سيان فالوقت هو التغيير الذي يحدث لنا بفعل الأحداث والمواقف والشخصيات

أثناء وجودنا علي قيد الحياة  فكل نبضة وكل نفس نتنفسه هو الوقت الذي حير الجميع

في وصفه، ونحن فقط من نستطيع التحكم في أوقاتنا بعدم تضيع أنفاسنا الثمينة في الندم

علي ما مضي أو القلق بشأن ما هو قادم

 

لهذا أنا قررت آلا أحزن علي تقدمي في العمر ؛لأن عمري الذي مضي علمني جيداً كيف

أستغل موهبتي في الكتابة وأتحدث مع قرائي بحرية ،كما أني لم أعد أستاء من استخدام

أحدهم لأدواتي المكتبية لأني ببساطة سأشتري غيرهم من الفجالة.

للمزيد..

البنات والصيف | الصورة التي فجرت ثورة عبد الناصر على إحسان عبد القدوس

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

شارك المقالة

اترك تعليقاً