نعيد نشر منشور الكاتب أشرف الخمايسي المثير للجدل الذي كتبه على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي Facebook حول معنى إحدى الكلمات التي تعتبر معيبة في عرف وتقاليد الشعب المصري.
للمزيد..
بيت القبطية أشرف العشماوي | حَاكموا هدى لأنها أرادت الحياة pdf
تنويعة على وتر مفردة ” نيك “.
معلقون على منشور أمس اعتقدوا أن هذه الكلمة بذيئة لدرجة لا يمكن معها النطق بها بين الأبناء، أو الآباء، أو الأقارب، أو السيدات، مهما اقتضى الحال.
وهذا غير صحيح.
فالكلمة ـ أي كلمة ـ تستمد “قبحها” أو “حسنها” من السياق المقولة فيه.
“السياق” هو ما يضفي الحسن أو القبح.
و”الكلمة” سيدة “التعبير”. تعبر عن جمال السياق أو قبحه.
وكان صديقي الحميم، الذي أوحشني غيابه، عمنا “الأنور السيد الأنور”، رجلا دمث الخلق جدا. مهذب كسيد أرستقراطي. يعمل مديرا في “مجلس الدولة”.
كنا نلتقي على مقهى “زهرة اللوتس”، فكان يصطحب لهذا اللقاء أبناءه الأربعة:
محمد، وأحمد، وسيد، ويوسف.
معظمهم في وظائف مرموقة، وأخلاقهم سامية إلى المنتهى من الرقي.
كانت الجلسة ـ من تلك الجلسات ـ ثرية تماما بثقافة هذا الأب وأبنائه.
فجميعهم يمارسون القراءة “المثالية”.
أي: لا يقرأون ما يريح أفكارهم التي اعتادوها ويرسخها في أذهانهم مهما كانت أفكارا بالية.
إنهم يقرأون للاكتشاف. لأنهم يؤمنون بضرورة “الشك” كسبيل أصح إلى “إيمان” أعمق.
ذات جلسة جرى النقاش قويا حول “منافي الرب“.
أخذ عمنا “الأنور” يعدد مزايا الرواية، التي منها هذا المشهد الجنسي الهادر الذي جرى بين “سعدون” وزوجته “زليخة”. وكيف أنها ـ لفرط استغراقها في اللذة مع زوج يمارس الجنس برومانسية وحب وتفهم ـ همست بمنتهى الشبق: نك… يا “سعدون”.
هل كانت الكلمة ضرورية في هذا السياق؟
مالناش دعوة بالإجابة، لأن المنشور لا يقصد التكلم في فنيات الرواية.
للمزيد..
مكتبة فرندة| لا تشرق أبدا أكثر من السيد !! لـ روبرت غرين
لكن عمنا “الأنور”، نطق الكلمة “البذيئة” بأريحية أمام أبنائه الأربعة.
وهو الرجل الأرستقراطي الحديث والتصرفات، الموظف الكبير المحترم بـ”مجلس الدولة”.
ولا أظنه يستطيع النطق بها ـ بهذه الأريحية ـ في غير هذا السياق “الأدبي” لجلستنا.
يطلع علينا ابن هرمة، “حمار” خلقه الله في إهاب “بشر”، ليسأل سؤالا يظنه ديكارتيا عبقريا: تقدر تقول الكلمة دي قدام أبوك؟
آيوه والله أقدر.
إذ تقال هذه الكلمة أمام “الرسل” و”الأنبياء”، إذا كانت في “سياق” لازم. ولا غضاضة.
فـ”النيك” محترم، يفرح به “الأب” و”الأخ” لابنتهما، وتنصب له الأفراح والليالي الملاح، ويذهبون بالبنت إلى زوجها الذي سينيكها.
بل ربما تقضي “الأم” الليلة قلقة للغاية، حتى تطمئن إلى أن ابنتها قد نيكت.
وأقل من “النيك” غير محترم، ومرفوض، لو جرى على غير “سياقه” الذي ارتضاه المجموع البشري لنفسه.
فلن يقبل رجل “حر” لبنته البيات مع رجل ليس زوجها لليلة وحيدة، مهما كانت الضمانات قوية بأن هذا الرجل لن يعتدي عليها، أو يتحرش بها.
وإذا ظللنا نثمن “الكلمة” ـ أي كلمة ـ ارتفاعا وانخفاضا، بعيدا عن “السياق”، فنحن نثمن بطريقة خاطئة لا مشاحة.
علينا إدراك قيمة “السياق” أولا.
“السياق” هو النظام .
و”الأدب” سياقات.
للمزيد..
فيلم 365 Days ومتلازمة ستوكهولم
للمزيد..
مكتبة فرندة| ننشر مقال مصطفى أمين ركوب الموجة !
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh