التصوف |بناء روحاني أم تكتل عقائدي؟!

التصوف |بناء روحاني أم تكتل عقائدي؟!

التصوف والصوفية بين بناء المريد روحيا واستغلال المشايخ للحشد الجماهيري

 

برز التصوف في الفترة الأخيرة كضيف قوي وبديل مطروح للخطاب الديني، وكذلك أصبح له حضور قوي في الدراما والأدب بعيدا عن مفهوم الموالد الذي كان متداول مسبقا.

 

كذلك فإن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تمتلئ بماقطع ياسين التهامي وأحمد التوني وغيرهم من المنشدين، بل أن هناك ثمة إقبال على صفحات عمر بن الفارض ومولانا جلال الدين الرومي بكثافة.

كذلك أيضا الأعمال الفنية مثل فيلم الليلة الأخيرة والمولد لأبراهيم عيسى ومسلسل الخواجة عبد القادر وغيرهم التي تعرض تجارب متصوفة وعلاقتة المريد بشيخه. 

للمزيد..

رهبان في محراب العشق| عمر بن الفارض (السلطان)

كما ظهر جليا اهتمام الكثير من الشباب ذكورا وإناثا على حضور موالد أل البيت وبث ذلك عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الإجتماعي.

الدعم الرسمي للتصوف

‎ربما يكون لهذا الدعم الرسمي للتصوف تأثير ايجابي في تقديم بديل روحي إنساني يملك القدرة على استيعاب الآخر المختلف على تباين مستوياته.

لكنه في الوقت نفسه وضعه موضع الاتهام من قبل خصومه في التيار الاسلامي باعتباره تجربة خاضعة خانعة لا تنتصر لقضايا المسلمين، ولا تزود عن مقدساتهم، وهو اتهام تنفيه الحقائق التاريخية.

للمزيد..

صاحب المقام | أول فيلم ينتظره الصوفية

‎ ولكن هل يمكن تميم تجربة البناء الروحاني للمريد والأخذ بمفاهيم التصوف كبديل شرعي للتشدد؟.

الاقتراب من الدولة

ثمة عوامل عديدة يمكن أن تفسر قابلية بعض الطرق الصوفية للاقتراب من الدولة في بعض الأحيان لعل أهمها حالة الدفاع عن النفس إزاء تهديد الوجود التي عاشتها تلك الطرق نتيجة الهجوم العقدي والسياسي عليها من قبل التيارات السلفية وتيارات الإسلام السياسي والتي كثيرا ما وصلت إلى حد استخدام العنف المادي ممثلا في هدم أضرحة أوليائهم ومنع احتفالاتهم وممارسة طقوهم بالقوة، بل وصلت إلى حد العنف الدموي بتفجير المساجد بمن فيها.

للمزيد..

الإنشاد الصوفي بنكهة أنثوية | نورة محمد

‎ في المقابل لعب المتصوفة أدوارا لا يمكن إنكارها في معارضة الحكام في العديد من فترات تاريخنا الإسلامي، لعل أشهرها الصراع المحموم بين السلطة السياسية والصوفي الشهير أبو منصور الحلاج، وهو الصراع الذي انتهي بصلب الحلاج ليصبح من أشهر الشخصيات الصوفية التاريخية، وهى الواقعة التي يشير إليه مقال بلال مؤمن «الحلاّج.. المأساة المُلهمة لخطيب أحبه العامة وقتلته السلطة»

الذي يستعرض كتاب الدكتور محمد فياض

«تاريخ التصوف الإسلامي».

وعلى مستوى أعلى لمفهوم «التوظيف السياسي» يعرض  الكاتب والمترجم أحمد بركات  دراسة للباحثة (أليس فيليبو) والتي تتناول الرؤية الغربية للتصوف كبديل لحركات الإسلام الراديكالي.

لكنها تحذر من التعويل على فكرة الاستكانة الصوفية، فهذه الحركات كانت أحد مرتكزات الكفاح ضد المحتل الأجنبي.

بداية من ثورة ابن الصوفي في صعيد مصر وانتهاءا بالشيخ البكري، وعبدالله الشرقاوي، وعبدالحميد بن باديس، وعبدالقادر الجزائري، والسنوسية والمهدية وغيرها من النماذج المشرفة التي كان آخرها ما جسده مقال بلال مؤمن أيضاً عن الشيخ محمد عبدالله حسن الذي استشهد بعد أن قاد مريديه لمواجهة الاحتلال البريطاني للصومال عام 1921.

للمزيد..

Gone with the wind above everything | كيف فعلها فيلم ذهب مع الريح ؟

النقد الفكري والاستهجان المجتمعي

لعب هذا النوع من النقد الفكري والاستهجان المجتمعي دورا إيجابياً في ظهور بعض النماذج الإصلاحية من داخل البيت الصوفي نفسه، والتي وجهت النقد الذاتي للممارسات الصوفية في محاولة لتمدينها وإلباسها ثوبا أكثر حداثة وملائمة لروح العصر ممثلة في تجارب كل من الشيخ عبدالحليم محمود، والشيخ محمد زكي إبراهيم، وهى النماذج التي يتناولها بلال مؤمن في مقالاته تحت عنوان «التصوف ودعوات الإصلاح والتجديد».

للمزيد..

أهو ده اللي صار | قصة غرام على أريكة عمر بن الفارض

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

شارك المقالة